إذن فالأب لم ييئس أن يلقى يوسف؛ فإنه لا ييئس من روح الله إلا الكافرون. والآية التالية مباشرة تنفيذ لرغبة الأب.
فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة
20
فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين * قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون * قالوا أئنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين * قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين * قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين .
أرأيتم كيف تجمع القصة الخيوط لا تفلت منها شيئا. لقد غفر الأخ لإخوته عن خطئهم، ولم يبق إلا الأب. هيا بنا لنرى ماذا يكون من شأنه.
اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين * ولما فصلت العير
21
قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون * قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم .
أتراك ترى مثلي هذا التمهيد الرائع للحدث عند الأب. وترى معي هذه السخرية التي تجعلك تتشكك في وقوع الحدث. ولا تنتظر السورة بعد ذلك .. بل تصك المستقبل بالمعجزة في قوة فنية فائقة.
فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون .
صفحه نامشخص