284

سمط النجوم العوالي

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

پژوهشگر

عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض

ناشر

دار الكتب العلمية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

محل انتشار

بيروت

ژانرها

تاریخ
تَحْبِسُوهُ وتشدوا وثَاقه فِي بَيت مَا لبابه غير كوَّة تلقونَ إِلَيْهِ طَعَامه وَشَرَابه مِنْهَا وتربصوا بِهِ ريب الْمنون حَتَّى يهْلك كَمَا هلك الشُّعَرَاء من قبله كزهير والنابغة فَصَرَخَ الشَّيْخ وَقَالَ بئس الرَّأْي رَأَيْتُمْ وَالله لَو حبستموه لخرج أمه من وَرَاء الْبَاب إِلَى أَصْحَابه فَوَثَبُوا وانتزعوه من أَيْدِيكُم قَالُوا صدق الشَّيْخ وَقَالَ هِشَام بن عَمْرو أرى أَن تَحملُوهُ على جمل وتخرجوه من بَين أظْهركُم فَلَا يضركم مَا صنع وَاسْتَرَحْتُمْ مِنْهُ فَقَالَ الشَّيْخ النجدي وَالله مَا هَذَا لكم بِرَأْي ألم تروا حسن حيدثه وحلاوة مَنْطِقه وغلبته على قُلُوب الرِّجَال بِمَا أَتَى بِهِ فوَاللَّه لَو فَعلْتُمْ ذَلِك مَا أمنتم أَن ينزل على حَيّ من أَحيَاء الْعَرَب فيغلب عَلَيْهِم بذلك من قَوْله وَحَدِيثه حَتَّى يبايعوه ثمَّ يسير بهم حَتَّى يطأكم فَقَالُوا صدق وَالله الشَّيْخ فَقَالَ أَبُو جهل لَعنه الله وَالله إِن لي فِيهِ لرأيًا لَا أَرَاكُم وَقَعْتُمْ عَلَيْهِ بعد قَالُوا وَمَا هُوَ يَا أَبَا الحكم قَالَ رَأْي أَن تَأْخُذُوا من كل قَبيلَة شَابًّا جلدا نسيما وَسِيطًا فِينَا ثمَّ نعطي كل فَتى سَيْفا صَارِمًا ثمَّ يَعْمِدُونَ إِلَيْهِ فَيَضْرِبُونَهُ ضَرْبَة رجل وَاحِد فيقتلونه فنستريح مِنْهُ فَإِنَّكُم إِن فَعلْتُمْ ذَلِك تفرق دَمه فِي الْقَبَائِل كلهَا فَلَا يقدر بَنو عبد منَاف على حَرْب قَومهمْ جَمِيعًا فَإِن رَضوا منا بِالْعقلِ عَقَلْنَاهُ لَهُم فَقَالَ الشَّيْخ النجدي القَوْل مَا قَالَ هَذَا الرجل هُوَ أَجودكُم رَأيا لَا أرى لكم غَيره قَالَ ابْن إِسْحَاق وَكَانَ فِيمَا أنزل الله فِي ذَلِك قَوْله ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ويمكرون ويمكر الله وَالله خير الماكرين﴾ الْأَنْفَال ٣٠ وَقَوله ﷿ ﴿أًمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نتربص بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ﴾ الطّور ٣٠ قَالَ ابْن هِشَام الْمنون الْمَوْت وريبها مَا يريب ويعرض مِنْهَا قَالَ أَبُو ذُؤَيْب الْهُذلِيّ فِي مرثيته لِبَنِيهِ الثَّمَانِية الَّتِي مطْلعهَا // (من الْكَامِل) //
(أَمن الْمنون وريبها تتفجّع ... والدّهر لَيْسَ بمعتبٍ من يجزع)

1 / 340