سمط النجوم العوالي
سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
پژوهشگر
عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض
ناشر
دار الكتب العلمية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
محل انتشار
بيروت
ژانرها
تاریخ
قَالَ وَمن قلَّة عُقُولهمْ وسفاهة أحلامهم المغالاة فِي اللّعب بالشطرنج بِمَا فِيهِ ذهَاب المَال بل النَّفس والأغلب على استعمالهم اتِّخَاذه من العاج يجْعَلُونَ كل قِطْعَة كالشبر فِي عرض ذَلِك وَإِذا لعبوا بهَا قَامَ الْوَاحِد على قومه والأغلب عَلَيْهِم فِي اللّعب الْقمَار على الثِّيَاب وَالْمَال والجواهر وَرُبمَا نفذ مَا عِنْد أحدهم فيلعب على قطع عُضْو من أَعْضَائِهِ وَيجْعَل إِلَى جَانِبه قدرا صَغِيرا من النّحاس على نَار فَحم فِيهَا دهن لحم أَحْمَر فيغلي ذَلِك الدّهن وَهُوَ دهن مدمل للجرح ماسك للدم فَإِذا قمر وَقطعت أعضاؤه وَاحِدًا بعد وَاحِد غمس يَده فِي ذَلِك الدّهن فاندمل ثمَّ عَاد إِلَى اللّعب وَرُبمَا توجه عَلَيْهِ اللّعب فِي قطع جَمِيع أَصَابِعه وكفه وذراعه وزنده وكل ذَلِك يسْتَعْمل لَهُ الكي بذلك الدّهن وَهُوَ دهن أَحْمَر عَجِيب يعْمل من أخلاط وعقاقير بِأَرْض الْهِنْد قَالَ وَمَا ذَكرْنَاهُ عَنْهُم مستفيض عَن فعلهم ثمَّ قَالَ والهند تتَّخذ الفيلة وتتناتج فِي أَرضهم وَلها بهَا آفَة عَظِيمَة من حَيَوَان يعرف بالزبرق وَهُوَ دَابَّة أَصْغَر من الفهد أَحْمَر ذُو زغب لَهُ عينان براقتان عَجِيب سريع الوثبة يبلغ فِي وثبته الثَّلَاثِينَ وَالْأَرْبَعِينَ وَالْخمسين ذِرَاعا وَأكْثر فَإِذا أشرف على الفيلة رش عَلَيْهَا بَوْله بِذَنبِهِ فيحرقها وَرُبمَا لحق الْإِنْسَان فَقتله وَرُبمَا تعلق الْخَائِف من النَّاس مِنْهَا بأكبر مَا يكون من شجر الساج فَإِذا عجز عَنهُ لطىء بِالْأَرْضِ ووثب فَإِن لم يلْحق فِي وثبته رش بَوْله إِلَى أَعلَى الشَّجَرَة فَإِذا لم يصبهُ وضع رَأسه فِي الأَرْض وَصَاح صياحًا عجيبًا غيظًا فَيخرج من فِيهِ قطع دم وَيَمُوت من سَاعَته وَأي مَوضِع من الشَّجَرَة أَصَابَهُ شَيْء من بَوْله أحرقه ومرارة هَذَا الْحَيَوَان ومذاكيره سم سَاعَة تدخره الْمُلُوك وتسقي بِهِ السِّلَاح فَيقْتل من أدنى جراحه من سَاعَته ومذاكيره كمذاكير كلاب المَاء الَّتِي يخرج مِنْهَا الجندبادستر وكلب المَاء هَذَا أَيْضا مَشْهُور عِنْد الصيادلة بِبِلَاد الْهِنْد وَهُوَ فَارسي
1 / 157