وأنا أيضا يا هند رأيت حلما ولا أزال أراه في كل دقيقة منذ لقيانا: رأيتني كأني وإياك اليد باليد نسير في مرج أخضر بين هديل الطيور وتغريد العصافير وخرير الجداول ... وحفيف الأشجار يردد صدى الحنين والمرام، والنسيم يسارقنا مناجاة الهوى والهيام، والطبيعة بأسرها تبسم لنا بثغرها الفتان ... فهل تساعديني يا هند على تحقيق هذا الحلم؟
هند :
ليست المواربة من عادات البنات الكندية يا عاديا، فلو لم تطب نفسي بالقرب منك لما رأيتني هنا.
عاديا :
وأنا كنت أخفي عنك ما يكنه الفؤاد، ولا أبوح به لئلا تقولي يا هند: أجارنا وهو يطلب جزاه «وما الكريم إذا أسدى بمنان»
2
ولكن أنى للمياه المتدفقة أن يقف بوجهها سد؟! أو أنى للإعصار العاصف على الصحراء أن يصد أو يرد؟! فإن الغرام قد اشتد سعيره في صدري فأسال منه الفؤاد، وها هو يسكبه الآن على جبينك المنير في تلك القبلة الملتهبة ... (يقبلها ) .
هند (بتأثر) :
عاديا! (ينفرط عقدها أثناء المعانقة)
آه شؤم على شؤم!
صفحه نامشخص