سمعت أبا عثمان الحيري (131) يقول: إذا تحقق العبد بالله غار عليه الحق فلا يسمع إلا منه، وأسقط عنه بآل الفصل الزعيم الوصل وإن كان لا وصل ولا فصل في الحقيقة.
فهذه أطراف مما قالت الحكماء فيه من وصف السماع والمستمع: وسنذكر بعد هذا ما السماع وما يجب على المستمع من آدابه.
فمن ذلك ما قيل: إن السماع تجرع الأشرار الصافية لما يرد عليها من فوائد الحق وزوائده.
وقيل: السماع تجارب المريدين، وبيان المتحققين، وتهييج شوق المحبين، وتسلية أفئدة الصادقين ، وهتك أستار المبطلين.
وقيل: السماع ميزان الرجال ومرآة الأبطال.
وقيل: السماع ما تقهرك بداهته لا ما تريغه على نفسك بالعلل.
وقيل: السماع تطلب مفقود أو تحقق موجود.
وقيل: ما سمعت فهو منة وما أسمعت فهو بركة.
ومن آداب السماع ألا يقعد على السماع إلا مع أهله ومن يكون لك زيادة في مجالسته، وترك الإنكار على من تحرك في المجلس أو تواجد عرفت مقصودة في حركته ووجوده أم لا ، وترك الاقتراح على القوال، وترك التقليد في السماع،
وأكيس المستمعين من ميز بين وجده ووجوده وتواجده، ولا يجري فيه مجرى العادات والطباع. ومن العارفين والطباع. ومن العارفين بالسماع من قدم حال من يؤثر فيه
السماع ويحركه، ومنهم من قدم حال الساكنين والمتمكنين، ومنهم من قال: إن من
صفحه ۱۲