أن تكلم إخوانك بما يحبونه، وتبذل لهم نصيحتك، وتدلهم على ما فيه صلاحهم، وتسقط من كلامك ما تعلم أن أخاك يكرهه من حديث، أو لفظ، أو غير ذلك، ولا ترفع عليه صوتك، ولا تخاطبه بما يكره، وتكلمه بمقدار فهمه وعلمه، وتصون لسانك من الغيبة والنميمة، والشر، والفحش، واللعن، والسخرية، والاستهزاء، والكذب وقول الزور، وإفشاء السر، والمدح بالباطل، وكلام ذي اللسانين.
الإيمان ... واللسان!: ولما كثرت آفات اللسان قال النبي ﷺ: " لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ". وقال ﷺ: " وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ".
لمن تكفل الله بالجنة:
وقال: " من تكفل لي بما بين لحييه وبين رجليه، تكفلت له بالجنة ". وقال سفيان بن عبد الله الثقفي: " يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علىَّ فأخذ بلسان نفسه، ثم قال: هذا ". وفي الصحيحين: عن أبي هريرة ﵁ عن رسول الله ﷺ أنه قال: " إن العبد ليتكلم بالكلمة، ينزل بها في النار، أبعد ما بين المشرق والمغرب ".
إياك واللعن:
وفي الحديث: " ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء "، وفيه: " إن العبد إذا لعن شيئًا صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تأخذ يمينًا وشمالًا، فإذا لم تجد مساغًا، رجعت إلى الذي لعن، فإذا كان لذلك أهلًا، وإلا رجعت على قائلها ". وعن أبي موسى عن النبي ﷺ قال: " إن استطعت أن لا تلعن شيئًا فافعل، فإن اللعنة إذا خرجت من قائلها فكان الملعون لها أهلًا أصابته، فإن لم يكن لها أهلاُ، وكان اللاعن لها أهلًا رجعت عليه، وإن لم يكن لها أهلًا، أصابت يهوديًا، أو نصرانيًا، أو مجوسيًا. فإن استطعت أن لا تلعن شيئًا فافعل ".
وفي حديث بلال بن الحارث ﵁ أنه قال: " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ﷿ ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله ﷿ بها رضوانه إلى يوم القيامة. وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ﷿ ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله ﷿ بها عليه سخطه إلى يوم القيامة ".
كان علقمة - رحمة الله تعالى - يقول: كم من كلام منعنيه حديث بلال بن الحارث ﵁ ". وشميط بن عجلان: " يابن آدم إنك ما دمت ساكتًا فأنت سالم، فإذا تكلمت فخذ حذرك ".
الفخر بالآباء:
ومما يجب حفظ اللسان عنه، الفخر بالآباء، وخصوصًا بآباء الجاهلية والتعظيم بهم، وذلك لا يحل لقوله تعالى: (يأيُّهَا الَّناسُ إِنَّا خَلْقنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ) . ويختص باليدين ترك البطش بهما فيما لا يحل، واللمس لما لا يجوز، والتطفيف في الكيل والوزن، حتى إنهم كانوا يحذرون من قرضها فقال حارث ﵀: " إياكم والخطرات، إن الرجل تنافق يده من بين سائر جسده واحفظهما أن تقرب بهما مسلما، أو تتناول بهما حراما، أو تؤذي بهما أحدًا، أو تخون بهما في أمانة، أو تكتب بهما ما لا يجوز، فإن القلم أحد اللسانين، وابسط يدك لإخوانك بالبرّ والمعونة، ولا تقبضهما عنهم وعن الإفضال عليهم، ومعونتهم. ويختص بالبطن ترك تناول الحرام، والزنا، وأكل مال اليتيم، والمغصوب، والمسروق.
الآثار الناجمة عن الشبع:
1 / 7