يوم العروبة فاجتمعوا إلى أسعد بن زرارة فصلى بهم يومئذ وذكرهم فسموهم يوم الجمعة حين اجتمعوا إليه فذبح لهم أسعد بن زرارة شاة فتغدوا وتعشوا من شاة واحدة وذلك لقلتهم فأنزل الله ذلك وإذا نودي الآية فهذه أول جمعة جمعت في الإسلام وأما أول جمعة جمعها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأصحابه فقيل أنه قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) مهاجرا حتى نزل قباء علي بن عمرو بن عوف وذلك يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول حين الضحى فأقام بقباء يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وأسس مسجدهم ثم خرج من بين أظهرهم يوم الجمعة عامدا المدينة فأدركته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن واديهم قد اتخذ اليوم في ذلك الموضع مسجد وكان هذه الجمعة أول جمعة جمعها رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الإسلام فخطب في هذه الجمعة وهي أول خطبة خطبها بالمدينة فيما قيل فقال الحمد لله إلى آخر الخطبة قال العلامة في الكشاف في تفسير قوله تعالى ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين اعتدوا فيه أي جاوزوا ما حد لهم فيه من التجرد للعبادة وتعظيمه واشتغلوا بالصيد وقال صاحب مجمع البيان عند تفسير قوله تعالى كونوا قردة خاسئين قال مجاهد لم يمسخوا قردة إنما هو مثل ضربه كما قال كمثل الحمار يحمل أسفارا وحكي عنه أيضا أنهم مسخت قلوبهم فجعلت كقلوب القردة لا تقبل وعظا ولا تتقي زجرا فمن وفقه الله بالتوفيق بين الأحاديث الأربع وبين الآية الكريمة بهذا التفسير كشف له السرائر المذهبات عما في الضمير
صفحه ۷۴