كتاب الصلاة

كتاب الصلاة

پژوهشگر

لجنة تحقيق تراث الشيخ الأعظم

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

۱۴۱۵ ه.ق

ژانرها

فقه شیعه

كتاب الصلاة

صفحه ۱

الأنصاري المؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاد الشيخ الأنصاري قدس سره كتاب الصلاة للشيخ الأعظم أستاذ الفقهاء والمجتهدين الشيخ المرتضى الأنصاري (قدس سره) 1214 - 1281 ه‍ الجزء الأول اعداد لجنة تحقيق تراث الشيخ الأعظم

صفحه ۳

الكتاب: كتاب الصلاة المؤلف: الشيخ الأعظم الشيخ المرتضى الأنصاري قدس سره تحقيق: لجنة التحقيق الطبعة: الأولى - جمادى الأول 1415 صف الحروف: مؤسسة الكلام - قم الليتوغراف: مؤسسة الهادي - قم المطبعة: باقري - قم الكمية المطبوعة: 2000 نسخة جميع الحقوق محفوظة للأمانة العامة للمؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاد الشيخ الأنصاري قدس سره.

صفحه ۴

برعاية قائد الثورة الاسلامية ولي أمر المسلمين سماحة آية الله السيد الخامنئي دام ظله الوارف تم طبع هذا الكتاب

صفحه ۵

بسم الله الرحمن الرحيم

صفحه ۶

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين.

لم تكن الثورة الاسلامية بقيادة الإمام الخميني رضوان الله عليه حدثا سياسيا تتحدد آثاره التغييرية بحدود الأوضاع السياسية إقليمية أو عالمية، بل كانت وبفعل التغييرات الجذرية التي أعقبتها في القيم والبنى الحضارية التي شيد عليها صرح الحياة الانسانية في عصرها الجديد حدثا حضاريا إنسانيا شاملا حمل إلى الانسان المعاصر رسالة الحياة الحرة الكريمة التي بشر بها الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام على مدى التأريخ وفتح أمام تطلعات الانسان الحاضر أفقا باسما بالنور والحياة، والخير والعطاء.

وكان من أولى نتائج هذا التحول الحضاري الثورة الثقافية الشاملة التي شهدها مهد الثورة الاسلامية إيران والتي دفعت بالمسلم الإيراني إلى اقتحام ميادين الثقافة والعلوم بشتى فروعها، وجعلت من إيران، ومن قم المقدسة بوجه خاص عاصمة للفكر الاسلامي وقلبا نابضا بثقافة القرآن وعلوم الاسلام.

صفحه ۷

ولقد كانت تعاليم الإمام الراحل رضوان الله تعالى عليه ووصاياه وكذا توجيهات قائد الثورة الاسلامية وولي أمر المسلمين آية الله الخامنئي المصدر الأول الذي تستلهم الثورة الثقافية منه دستورها ومنهجها، ولقد كانت الثقافة الاسلامية بالذات على رأس اهتمامات الإمام الراحل رضوان الله عليه وقد أولاها سماحة آية الله الخامنئي حفظه الله تعالى رعايته الخاصة، فكان من نتائج ذاك التوجيه وهذه الرعاية ظهور آفاق جديدة من التطور في مناهج الدراسات الاسلامية بل ومضامينها، وانبثاق مشاريع وطروح تغييرية تتجه إلى تنمية وتطوير العلوم الاسلامية ومناهجها بما يناسب مرحلة الثورة الاسلامية وحاجات الانسان الحاضر وتطلعاته.

وبما أن العلوم الاسلامية حصيلة الجهود التي بذلها عباقرة الفكر الاسلامي في مجال فهم القرآن الكريم والسنة الشريفة فقد كان من أهم ما تتطلبه عملية التطوير العلمي في الدراسات الاسلامية تسليط الأضواء على حصائل آراء العباقرة والنوابغ الأولين الذين تصدروا حركة البناء العلمي لصرح الثقافة الاسلامية، والقيام بمحاولة جادة وجديدة لعرض آرائهم وأفكارهم على طاولة البحث العلمي والنقد الموضوعي، ودعوة أصحاب الرأي والفكر المعاصرين إلى دراسة جديدة وشاملة لتراث السلف الصالح، من بناة الصرح الشامخ للعلوم والدراسات الاسلامية ورواد الفكر الاسلامي وعباقرته.

وبها أن الإمام المجدد الشيخ الأعظم الأنصاري قدس الله نفسه يعتبر الرائد الأول للتجديد العلمي في العصر الأخير في مجالي الفقه والأصول - وهما من أهم فروع الدراسات الاسلامية - فقد اضطلعت الأمانة العامة لمؤتمر الشيخ الأعظم الأنصاري - بتوجيه من سماحة قائد الثورة الاسلامية

صفحه ۸

آية الله الخامنئي ورعايته - بمشروع إحياء الذكرى المئوية الثانية لميلاد الشيخ الأعظم الأنصاري قدس سره وليتم من خلال هذا المشروع عرض مدرسة الشيخ الأنصاري الفكرية في شتى أبعادها وعلى الخصوص ايداعات هذه المدرسة وإنتاجاتها المتميزة التي جعلت منها المدرسة الأم لما تلتها من مدارس فكرية كمدرسة الميرزا الشيرازي والآخوند الخراساني والمحقق النائيني والمحقق العراقي والمحقق الأصفهاني وغيرهم من زعماء المدارس الفكرية الحديثة على صعيد الفقه الاسلامي وأصوله.

وتمهيدا لهذا المشروع فقد ارتأت الأمانة العامة أن تقوم لجنة مختصة من فضلاء الحوزة العلمية بقم المقدسة بمهمة إحياء تراث الشيخ الأنصاري وتحقيق تركته العلمية وإخراجها بالأسلوب العلمي اللائق وعرضها لرواد الفكر الاسلامي والمكتبة الاسلامية بالطريقة التي تسهل للباحثين الاطلاع على فكر الشيخ الأنصاري ونتاجه العلمي العظيم.

والأمانة العامة لمؤتمر الشيخ الأنصاري إذ تشكر الله سبحانه وتعالى على هذا التوفيق تبتهل إليه في أن يديم ظل قائد الثورة الاسلامية ويحفظه للاسلام ناصرا وللمسلمين رائدا وقائدا وأن يتقبل من العاملين في لجنة التحقيق جهدهم العظيم في سبيل إحياء تراث الشيخ الأعظم الأنصاري وأن يمن عليهم بأضعاف من الأجر والثواب.

أمين عام مؤتمر الشيخ الأعظم الأنصاري محسن العراقي

صفحه ۹

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعداء الدين.

أما بعد:

فبين أيدينا كتاب (الصلاة) للشيخ الأعظم الشيخ مرتضى الأنصاري قدس سره، والكتاب - وإن كان فيه بعض النقائص كما سنشير إليها - لكنه يعتبر من الثروات العلمية التي خلفها الشيخ الأنصاري قدس سره للأجيال المتأخرة عنه، وخاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أنه قدس سره قد لاحظ الكتاب وراجعه قبيل مرجعيته العامة، لدلالة بعض التواريخ المكتوبة في هامش النسخة الأصلية على ذلك، فقد كتب في هامش الصفحة اليسرى من الورقة:

(78) من المخطوطة: (لا بد أن يكتب من هنا إلى أول الخلل، 3 ربيع المولود 1263) أي قبل مرجعيته العامة بثلاث سنوات. ومقصوده من إعادة الكتابة، هو إعادة تحرير المسألة كما هي طريقته في مواطن كثيرة.

ولنا مؤشرات تدل على وجود فاصل زمني لا يستهان به بين الكتابتين، كما سيأتي بيانه.

صفحه ۱۱

النسخ المعتمد عليها:

اعتمدنا في تحقيق الكتاب على نسختين وهما:

أولا - مصورة النسخة الأصلية، مخطوطة الشيخ الأنصاري قدس سره، المحفوظة في مكتبة الإمام الرضا عليه السلام في مشهد برقم (11130)، وهي في (340) ورقة أي (680) صفحة بمقياس (5 / x 21 15 سم).

والنسخة جيدة الخط واضحة إلا أن كثرة الخروج من المتن إلى الحواشي، وعدم تشخيصها أحيانا، وسراية الرطوبة إلى خطوطها، وتشويه بعض الكلمات، ووقوع الانخرام في بعض أوراقها، أو ضياع بعضها الآخر، أدى إلى صعوبة قراءتها، بل وإلى ضياع بعض العبارات من دون إمكان تداركها من نسخة أخرى.

ورمزنا هذه النسخة برمز (ق).

ثانيا - نسخة العلامة الشيخ فضل الله النوري قدس سره التي استنسخ أكثرها بيده، وهي تقع في مجلدين:

الأول - من أول المواقيت إلى التسليم في (139) صفحة.

الثاني - من مستحبات الصلاة إلى آخر صلاة المسافر في (169) صفحة بمقياس (5 / x 17 5 / 10).

وهذه النسخة حسب ترتيب الأصل إلا أنه لم يرد فيها بعض المواضيع المكررة.

والنسخة محفوظة في مكتبة آية الله المرعشي قدس سره القسم الأول منها برقم (4427) والثاني برقم (3925).

لكن لم نتمكن - مع الأسف - من الاستفادة من هذه النسخة في المجلد

صفحه ۱۲

الأول لأننا وفقنا للحصول عليها بعد صف الحروف، ولم يكن بوسعنا تأخير العمل، ولذلك نأمل أن نستفيد منها في المجلدات اللاحقة إن شاء الله تعالى.

وسوف نرمز لها برمز (ن).

ثالثا - النسخة المطبوعة عام (1305) بالطبعة الحجرية.

وهذه النسخة مستنسخة من نسخة آية الله الشيخ فضل الله النوري المتقدمة.

ورمزنا لها ب‍ (ط).

خصوصيات النسختين (أي الأصلية والمطبوعة):

تبين لنا خلال العمل ومقارنة النسختين أمران:

الأول: أن الترتيب الذي عليه كتاب الصلاة لم يكن على ما رتبه الشيخ قدس سره نفسه، بل إن أوراقه قد اختلط بعضها ببعض، أو ضاع بعضها، ثم جاء بعده من اهتم بتجميعها، فجمعها حسب اجتهاده، بل وغير في التعقيبات التي تلي نهاية الصفحات، والتي كتبها الشيخ نفسه، رجاء أن يوفق بين بعض الصفحات، ولربما اضطر إلى أن يغيرها مرة ثانية لتنبهه إلى عدم الملاءمة بين الصفحات.

وعلى هذا الأساس قمنا بملاحظة ترتيب الصفحات من جديد من خلال التعقيبات التي كانت مكتوبة بخط الشيخ قدس سره، والتي شطب عليها مجمع الأوراق، وبعد جهد كتير تمكنا - إلى الآن - من كشف عدة موارد وقع فيها تقديم وتأخير، نذكر منها ما يلي:

1 - الورقة (54) من مصورة المخطوطة، فإن الصفحة اليمنى منها - وهي تبحث عن السجود الاضطراري وعن أن الواجب هو الايماء أو مع

صفحه ۱۳

وضع ما يصح السجود على الجبهة - ترتبط ببقية هذا البحث في الصفحة اليسرى من الورقة (128) وأولها: (الوضع عن الايماء)، راجع الصفحة (511) من هذا المجلد، هذا وقد وردت هذه الصفحة في الصفحة (158)، من الطبعة الحجرية من دون ارتباط بما قبلها وما بعدها.

2 - كما أن الصفحة اليسرى منها - وهي تبحث حول عدم التمكن من القراءة - ترتبط بالصفحة اليمنى من الورقة (69).

3 - إن الصفحة اليمنى من الورقة (55) - والبحث فيها في الاجتزاء بالذكر لمن لا يحسن القراءة - ترتبط ببقية هذا البحث في الصفحة اليسرى من الورقة (69).

4 - كما أن الصفحة اليمنى من الورقة (129) - والبحث فيها حول احتياج أبدال الركوع والسجود كالايماء إلى نية خاصة وعدمه - ترتبط ببقية البحث في الصفحة اليسرى من الورقة (55).

5 - إن الصفحة اليمنى من الورقة (187) من المصورة لم ترتبط بالصفحة اليسرى منها من الناحية الموضوعية; فإن اليمنى تبحث في قاعدة (لا سهو في سهو) والمحتملات فيها، بينما اليسرى منها تبحث - من ابتداء الصفحة - في أن معرفة أحكام الشكوك شرط في صحة الصلاة أو لا؟

ومع الأسف لم يلتفت لا مجمع الأوراق ولا من قام بطبع النسخة الحجرية إلى هذه النكتة، فوردتا متصلتين، وجاءت العبارة في المطبوعة الصفحة (246) هكذا:

(... ولنشر إلى حكم هذه الاحتمالات في ضمن مسائل:

الأولى: الشك في أصل الشك في الشئ، وحكمه جعل الشك المشكوك فيه كالعدم; للأصل فيلتفت إلى نفسي الشئ في هذا الآن... فإن

صفحه ۱۴

شك فيها عمل على مقتضي * معرفة أحكام صور الشكوك والسهو الكثيرة الوقوع شرط في صحة الصلاة وإن لم تتفق فيها أم لا؟ وجهان، من عدم الدليل، ومن أنه يعتبر في النية الجزم بإيقاع الفعل على وجه يكون مطلوبا للشارع...).

فإن كلمة (مقتضى) هي نهاية الصفحة اليمنى، وكلمة (معرفة) هي بداية الصفحة اليسرى، وعندما يلاحظهما القارئ لا يرى انسجاما بينهما.

ومما يدلل على عدم الارتباط: أنه لم يأت ذكر لبقية الاحتمالات، ولم نر (ثانية) (للأولى)، وأنه وضع على عبارة (معرفة أحكام صور الشكوك) - في المخطوطة - علامة أنه من المتن.

كانت هذه بعض الموارد، وربما كانت هناك موارد أخرى سوف نشير إليها في محالها إن شاء الله تعالى.

الأمر الثاني: والأمر الآخر الذي تبين لنا خلال العمل هو: أن المخطوطة اشتملت على أبحاث مكررة حذفت من المطبوعة من قبيل:

أ - مباحث الاستقبال، وهي ست أوراق تبتدئ من الصفحة اليسرى من الورقة (22) وتنتهي بالصفحة اليمنى من الورقة (28)، وكتب مرتب الأوراق في هامش الصفحة الأولى من هذه الأوراق ما يلي: (هذا الورق مكرر خامس أوراق مسألة الاستقبال)، وفي هامش الورقة (26) ما يلي:

(لا يخفى أن هذا الورق وما بعده مكرر الورق العاشر من مسألة الاستقبال).

ب - مباحث في القيام والنية وتكبيرة الاحرام والقراءة، وهي تبتدئ بالصفحة اليسرى من الورقة (47) حتى الصفحة اليمنى من الورقة (77).

ومع ذلك فقد ورد في المطبوعة بعض الموارد المكررة من قبيل:

صفحه ۱۵

1 - ما كتبه في الخلل الواقع في الصلاة، فإن الشيخ قدس سره كتب رسالتين صغيرتين غير كاملتين في موضوع الخلل، طبعتا معا في المطبوعة، وقد قمنا بطبعهما مع ما كتبه في أحكام الخلل بصورة مستقلة في مجلد واحد تحت عنوان (أحكام الخلل الواقع في الصلاة).

2 - ما كتبه في صلاة الجماعة، فإنه قدس سره كتب في صلاة الجماعة مرتين: مرة بصورة شرح على الإرشاد، ومرة بصورة مستقلة، وتكرر فيهما البحت عن بعض المواضيع وطبع القسمان معا، فلم يحذف المكرر كما حذف في الاستقبال والقيام والنية....

ولا بد من أن نشير - هنا - إلى أن بعضهم قد جمع بين الرسالتين ورتبهما ترتيبا فنيا مع حذف المكررات، وتقديم بعض المطالب وتأخير بعضها الآخر، فحصل من ذلك كتاب مستقل في صلاة الجماعة، وطبع مع بعض طبعات المكاسب، جاء في مقدمته:

(فيما كتب قدس سره في صلاة الجماعة، وقد وجدت أوراقا بخطه الشريف قدس سره كتبها سابقا شرحا على الإرشاد، وأوراقا كتبها لاحقا مستقلة، فقدمت السابقة على اللاحقة وأتممتها بإلحاق اللاحقة عليها بعد حذف المكررات السابقة، وراعيت فيها الترتيب في المتفرقات، فأوجب ذلك تقديم شئ من اللاحق، وهو فضيلة الجماعة واشتراط العدالة، ونبهت في الهامش على مبدأ كل واحد منهما ومنتهاه...).

وأشار العلامة الطهراني إلى هذا فقال تحت عنوان (رسالة في صلاة الجماعة): (للشيخ الأنصاري المرتضى بن المولى محمد أمين، المتوفى (1281)، فإنه كتب أولا شرحا على الإرشاد، ثم كتب رسالة مستقلة ثم رتبتا مع إسقاط المكررات، فصار الكل رسالة واحدة مرتبة، وهي المطبوعة

صفحه ۱۶

الآن، ويوجد في مكتبة سيدنا الحسن صدر الدين ما كتبه أولا، وأولها في إدراك الإمام راكعا) (1).

3 - ما ورد في الصفحة (158) من المطبوعة في آخر مباحث الركوع، حيث أورد ما يرتبط بالسجود - وهو البحت عن كفاية وضع ما يصح السجود عليه على الجبهة عن الايماء، وعدمه - ذيل البحث عن الركوع وقبل الدخول في البحث حول الواجب السادس وهو (السجود)، ولذلك علق عليه في هامش المطبوعة - ولا ندري من المعلق - وكتب:

(هنا بياض في الأصل، وما بعده ابتداء الصفحة)، وكتب أيضا:

(هذه من مسائل السجود، والاشتباه ممن رتب هذه الأوراق في الأصل، بل لا دخل له بالسجود أيضا، بل هو زائد مكرر مربوط بنظير ما تقدم في القيام من القيام المكرر الغير المكتوب).

وموارد أخرى من هذا القبيل نشير إليها في مواضعها إن شاء الله تعالى.

والذي توصلنا إليه هو: أن الشيخ قدس سره كان يهدف في تكرار الكتابة إلى تنقيح ما كتبه أولا، والذي يدل على ذلك أمران:

الأول - ما وجدناه مكتوبا بخطه الشريف على أول الصفحة اليسرى من الورقة (78) وهو عبارة: (لا بد أن يكتب من هنا إلى الخلل، 3 ربيع المولود سنة 1263)، وما كتبه على هامش الصفحة اليسرى من الورقة (79) من قوله: (بلغ كتابة إلى هنا).

الثاني - إن كيفية دراسته للمواضيع المكررة تختلف عما كتبه أولا، فإن

صفحه ۱۷

بعض ما كتبه ثانيا أوسع وأدق مما كان كتبه أولا، بل وحتى أن عباراته أسلس منها، ولعل هذا يشعر بوجود فاصل زمني لا يستهان به بين الكتابتين.

وعلى هذا الأساس كان يقتضي ظاهر الحال أن نقدم جميع ما كتبه مؤخرا فنجعله في أصل الكتاب، ونؤخر ما كان كتبه أولا، ولكن منعنا من ذلك أمران وهما:

1 - فقدان بعض الصفحات من القسم المكرر، مما جعل العبارات غير مترابطة نوعا ما وخصوصا في بحت القراءة.

2 - وجود انخرام في عدد من صفحات الأوراق المكررة مما أوجب تعذر قراءتها، ونحن وإن استعنا - أحيانا - بالنسخة الأخرى - أي ما كتبه أولا - لترميم بعض هذا النقص إلا أنه واجهتنا عبارات أخرى لم نتمكن من قراءتها مطلقا، أو موارد وقع فيها الانخرام الكثير بحيث لم يمكن ترميمها; ولذا جعلنا بدلها ثلاث نقاط للدلالة على موضع الانخرام والنقص، وربما حددنا مقداره في الهامش.

كيفية التحقيق:

نرى من الضروري أن نشير - قبل التطرق لبيان كيفية التحقيق - إلى نقطة، وهي:

أننا نبئنا - حين بدأنا بالعمل التحقيقي في كتب الشيخ قدس سره - أن مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين العامرة كانت قد أقدمت على تحقيق كتاب الصلاة، ولذلك توقفنا عن الاقدام رعاية للجانب الأخلاقي، وعدم إهدار الطاقات نتيجة تكرار العمل، ولكن - بعد مدة - لم نر التحرك اللازم في اتجاه تحقيق الكتاب وطبعه ونحن على أعتاب المؤتمر

صفحه ۱۸

المنعقد للشيخ الأعظم قدس سره، ولذلك صممنا على تحقيق الكتاب وطبعه، ولكن - رعاية لعدم إتلاف الثروات - طلبنا منهم أن يقدموا لنا ما أنجزوه في الكتاب لنكمله نحن، فقدموه لنا، ولما لاحظناه وجدناه:

أولا - أنه مستنسخ على الطبعة الحجرية، ولم يقابل مع المخطوطة الأصلية.

ثانيا - أن الاستخراجات كانت لا تتعدى الروايات وبعض الأقوال.

ثالثا - لم يصل العمل - بعد - إلى مرحلة تقويم النص، ولا إلى معالجة المشاكل الكثيرة التي أشرنا إليها فيما سبق.

ولذلك كله - ومع شكرنا للمؤسسة ومسؤوليها - قمنا بتشكيل عدة لجان لاتمام العمل، فتشكلت اللجان الآتية:

أولا - لجنة المقابلة:

اهتماما بالموضوع وإذعانا بصعوبة التوصل إلى مراد الشيخ قدس سره من خلال كتاباته - وخاصة كتاب الصلاة على ما وصفنا - فلذلك قام ثلة من الفضلاء - ممن اشتركوا في اللجان الأخرى - بمقابلة النسختين: نسخة الأصل والنسخة الحجرية، واشترك معهم الأخ صادق الحسون.

هذا وقد تكررت المقابلة عدة مرات.

ثانيا - لجنة الاستخراج:

قامت هذه اللجنة بمراجعة الاستخراجات التي قامت بتخريجها مؤسسة النشر الاسلامي، واستخراج الموارد غير المستخرجة حيث كانت تشكل الغالبية وخاصة في قسم الأقوال. وكانت هذه اللجنة تضم حجج الاسلام والمسلمين:

1 - السيد جواد الشفيعي.

2 - الشيخ جعفر الطبسي.

صفحه ۱۹

3 - الشيخ مصطفى الهروي.

4 - الشيخ صادق الكاشاني.

ثالثا - لجنة المراجعة:

تمت مراجعة الاستخراجات التي قام بها الإخوة في اللجنة السابقة في مرحلتين، قبل صف الحروف وبعده، وفي كل مرة كانت تراجع الاستخراجات مراجعة دقيقة، وكان ذلك يأخذ جهدا بالغا.

هذا وقد قام حجة الاسلام والمسلمين الشيخ محمد باقر حسن پور بمراجعة القسم الأول من الكتاب، وقام حجة الاسلام والمسلمين الشيخ مرتضى الواعظي بمراجعة القسم المكرر أي الملاحق.

رابعا - لجنة تقويم النص:

اهتمت هذه اللجنة بتقويم النص حسبما تقتضيه القواعد الفنية، وقد لاقت صعوبات كثيرة في تحقيق هذا الهدف لما اتصفت به النسخة من التشويش والاضطراب.

وقد اشترك في هذه اللجنة: حجة الاسلام والمسلمين الشيخ محمد باقر حسن پور، وحجة الاسلام والمسلمين السيد محمد جواد الجلالي.

وأما الفهرس فقد قام بتدوينه حجة الاسلام والمسلمين الشيخ خالد غفوري.

وختاما نشكر جميع المحققين الذين بذلوا الجهد في إحياء هذا السفر القيم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياهم لاتمامه، إنه قريب مجيب.

مسؤول لجنة التحقيق محمد علي الأنصاري

صفحه ۲۰

صورة الصفحة الأولى من كتاب الصلاة

صفحه ۲۱

صورة الصفحة اليسرى من الورقة (128) وهي ترتبط بالصفحة اليمنى من الورقة (54) انظر الصفحة (511) من هذا الكتاب

صفحه ۲۲