نماز (تالیف امام احمد)

احمد بن حنبل d. 241 AH
34

نماز (تالیف امام احمد)

الصلاة للإمام أحمد

ژانرها

حدیث

والسلطان قد يجتهد أحيانا في إصابة الحق فيخطىء في الأخذ ببعض الأدلة فلذلك يجب أن نلتمس له العذر ولو أمام العامة ، ولا نلجأ إلى تشويه سمعته والطعن في نيته ونزع ثقة الناس به ، ليس لأجله هو فحسب ، بل لأجل مصلحة الأمة والدعوة ، وبقاء هيبة السلطان في قلوب الناس ، ولا ننسى أن المقصود حماية منصب السلطان وليس السلطان نفسه ، فالظالم لابد أن يموت ، وقد يجيء بعده رجل صالح مثلا فيكون لمنصبه هيبة تمكنه من قطع الفتن وإقامة الحدود وتأمين السبل ، والله من وراء القصد .

- - - - -

وفاته

وأما وفاته رحمه الله فكانت حادثة من حوادث الدهر ، وكانت جنازته عبرة للموافق والمخالف ، يوم من أيام السنة ، خرج مئات الألوف لتشييعه إلى قبره وصدق الله وعده لما قال : قل لأهل البدع : بيننا وبينكم يوم الجنائز ، فقد مات ابن أبي دواد فدفن في هزيع الليل ولم يشهده إلا اثنان أو ثلاثة ، وأصابته خطيئة السنة وما جنى على أهلها نسأل الله العافية .

ومن عبر وفاته رحمه الله تعالى :

1 . أن ذلك اليوم الذي مشت فيه تلك الأعداد الغفيرة في جنازته كان مصداق ما ذكرته آنفا من أن قلوب الناس مع السنة لو صبر لها أهلها ، فخروج تلك الأعداد تعبير صادق عن عمق السنة في نفوس المسلمين وأنها هي الأصل ، وما البدعة إلا رين يابس يحيط بقلب صاحبها يمنعه من الانتفاع بالهدى القرآني والنبوي ، فما أن تتكسر تلك القشرة حتى ينتعش القلب من جديد ويحيى بذكر الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فما على أهل السنة إلا الصبر ونشر السنة وليثقوا في أن دعوتهم ثابتة وأن الأرض تقبل منهم ما لا تقبل من غيرهم .

2 . وفي وفاته معنى عجيب ، فإن العالم الرباني الذي يحيا لله ويحرص أن تكون حركاته وسكناته وأفعاله واقواله في سبيل نيل مرضاة الله تعالى ، يبارك له في كل شيء ، حتى في وفاته ينفع الله به .

صفحه ۳۵