نماز (تالیف امام احمد)

احمد بن حنبل d. 241 AH
32

نماز (تالیف امام احمد)

الصلاة للإمام أحمد

ژانرها

حدیث

إنني أنحى باللائمة في ضعف الدعوة وازدياد أعداد التائهين على طلاب العلم ، بل على كل من في يده أن يقدم شيئا فتكاسل ، إهداء شريط أو كتيب ، أمر بمعروف ونهي عن منكر ، صدقة جارية ، نشر أسماء المنشورات الإعلامية وتعريف الناس بها وحثهم على شرائها ودعمها ، الامتناع عن شراء صحف ومجلات غير شرعية تدس السم في العسل ، حضور المحاضرات والدعوة لها ، نصح الجار والقريب والصديق وصلة الأرحام وغير ذلك ، كل هذا دعوة غفل الكثير منا عنها وتكاسل ، فإلى متى النوم يا إخوتاه ؟ .

ألم نر كيف اعتمد الإمام أحمد في صموده على تلك المرتكزات التي ذكرتها في تحقيق مكاسبه على أهل البدع : الموروث السلفي للمجتمع ، وأن دعوته لها اصل بعكس دعوة المبتدعة ، والتزام الناس بالعلماء الثقات كمرجع لهم في أمور دينهم ، ولو لم تكن لهم في قلوبهم تلك المكانة لما احتاج المأمون لإجبار علماء السنة على القول ببدعته وعنده علماء سوء من أهل البدع يكفونه هذه المهمة .

3 . هل بعد الشر من خير ؟

نعم بل كل الخير!، بعض الدعاة إذا نظر إلى تكالب المحن بالأمة، أو رأى العلمانية تحقق انتصارا حسب أن العجلة دارت ضده ولن تدور معه أبدا ، فأصابه اليأس ، وهذا خطأ ، ولنأخذ درسا من محنة الإمام أحمد ، ألم تر كيف أنه لما صبر بدل الله حال الأمة ونصر السنة وعادت الدعوة أنشط والسنة أظهر والبدعة أخذل وأخزى مما قبل الفتنة .

فالفتن عادة تنشط الأمة وتنبهها إلى أصولها حتى لا تنساها ، وهو رد فعل طبيعي ، لأن أصل فطرة المسلم وأصل تلقيه هو السنة ، وما يظهر عليه من المعاصي إنما هو قشرة لا تلبث أن تنقشع إذا أحس المسلم أن دينه وأصوله مرادة لذاتها ، وهذا من نعم الله غير المشكورة .

صفحه ۳۳