نماز (تالیف امام احمد)

احمد بن حنبل d. 241 AH
26

نماز (تالیف امام احمد)

الصلاة للإمام أحمد

ژانرها

حدیث

تمسكه بالسنة كانت السنة في حياة الإمام أحمد قضية لها شأن ، ليست مسوحا يتمسح به إن كانت لهواه ، وإن خالفته أدار لها ظهره .

وهذا أقوله لأن هناك مرضا عضالا يفتك بنا في الحقيقة ونحن لا ندري ، ولهذا لا يبارك لنا في علمنا كثيرا ولا ننتفع به ، فنحن إلا من رحم ربك نطير بالسنة عاليا ونرفع بها عقيرتنا إذا كان فيها ما يخدم مصلحتنا ، وإذا كانت أهواؤنا تسير في الاتجاه المعاكس ، تنصلنا من السنة وتأولنا حتى لا نطبقها ، ولم يكن الإمام هكذا بل السنة سنة في الرخاء والشدة .

وتمسكه بها يظهر في ناحيتين :

الأولى : حرصه على العمل بها : قال المروذي : ( قال لي أحمد : ما كتبت حديثا إلا وقد عملت به ، حتى مر بي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم فأعطى أبا طيبة دينارا ، فأعطيت الحجام دينارا حين احتجمت )(1)، وهو يقول هذا لأن أجر الحجامة في وقته لا يصل دينارا ، ولكن لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى الحجام دينارا اعطاه هو الآخر دينارا ، فإذا عرفنا أن المسند وحده يحوي أربعين ألف حديث فكم حديثا عمل به أحمد وكم سنة طبقها ؟

الثانية : أنه يستعملها كانت له أو عليه ، وقد مر معنا أنه لم ير الخروج على السلطان لأن السنة خلاف ذلك مع أن هناك من حرضه وعرض عليه ذلك مستغلا ظروف محنته والأذى الذي لقيه من السلطان ، لكنه اتبع السنة في السلطان ولو لم يتبعها السلطان فيه .

صفحه ۲۷