(1) أكثر ما يأتي الأمر بالصلاة في القرآن بلفظ : ( أقم الصلاة ) أقيموا الصلاة ) وأقامة الصلاة أداؤها بحدودها وفروضها الظاهرة والباطنة كالخشوع والمراقبة وتدبر المتلو والمقروء ، ونقل القاسمي عن الراغب قوله : ( إقامة الصلاة توفية حدودها وإدامتها ، وتخصيص الإقامة تنبيه على أنه لم يرد إيقاعها فقط ، ولهذا لم يأمر بالصلاة ولم يمدح بها إلا بلفظ الإقامة نحو : { وأقم الصلاة } وقوله : { والمقيمين الصلاة } و: { الذين يقيمون الصلاة } ولم يقل : المصلي إلا في المنافقين : { فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون } وفي ذلك تنبيه على أن المصلين كثير والمقيمين لها قليل كما قال عمر رضي الله عنه : ( الحاج قليل والركب كثير ) ولهذا قال عليه السلام : ( من صلى ركعتين مقبلا بقلبه على ربه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) فذكر مع قوله : ( صلى ) الإقبال بقلبه على الله تنبيها على معنى الإقامة وبذلك عظم ثوابه ، وكثير من الأفعال التي حث تعالى على توفية حقه ذكرها بلفظ الإقامة نحو : { ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل } و{ وأقيموا الوزن بالقسط } تنبيها على المحافظة على تعديله . انتهى ،فالإقامة من أقام العود إذا قومه ) تفسير القاسمي 1 / 239 .
(2) في هذا تفسير من الإمام أحمد رحمه الله للأمر بتلاوة الكتاب ، وهو : اتباع ما فيه من الأمر والنهي ، والذي في تفاسير المتقدمين كابن جرير وابن كثير والقرطبي وغيرها تفسير الأمر هنا بالأمر بقراءة الكتاب فقط دون ذكر الاتباع ، مع أن ابن جرير رحمه الله فسر الأمر بتلاوة الكتاب في سورة الكهف بالاتباع ، وبتفسير الإمام أحمد أخذ السعدي في تفسيره لآية العنكبوت، وقال العلامة الشنقيطي رحمه الله في تفسير آية الكهف : ( أمر من الله جل وعلا نبيه - صلى الله عليه وسلم - في هذه الآية الكريمة أن يتلو هذا القرآن الذي أوحاه إليه ربه ، والأمر في قوله : واتل ، شامل للتلاوة بمعنى القراءة ، والتلو : بمعنى الاتباع ، وما تضمنته هذه الآية الكريمة من أمره تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - بتلاوة القرآن العظيم واتباعه جاء مبينا في آيات أخر كقوله تعالى في سورة العنكبوت : { أتل ما أوحي إليك من الكتاب } ) أضواء البيان 4 /85.
صفحه ۶۰