واعلموا أن مما جهل الناس : أن أحدهم يصلي متطوعا ، ولا يتم ركوعه ولا السجود ، ولا يقيم صلبه، لأنه تطوع ، فيظن أن ذلك يجزيه ، وليس يجزيه عن التطوع ، لأنه من دخل في التطوع فقد صار واجبا عليه لازما له(1) ، يجب عليه إتمامه وإحكامه ، كما أن الرجل لو أحرم بحجة تطوعا : وجب عليه قضاؤها ، وإن أصاب فيها صيدا : وجبت عليه الكفارة ، وكما أن الرجل لو صام تطوعا ، ثم أفطر عند العصر : وجب عليه قضاء هذا اليوم(1)، وكما أن الرجل لو تصدق بدرهم على فقير ، ثم أخذه منه : وجب عليه رد ذلك الدرهم على الفقير(2)، فكل تطوع دخل فيه لزمه ، ووجب عليه أداؤه تاما محكما ، لأنه حين دخل فيه فقد أوجبه على نفسه ، ولو لم يدخل فيه لم يكن عليه شيء .
فإذا رأيتم من يصلي تطوعا أو فريضة فاءمروه بتمام ذلك وإحكامه ، إن لا تفعلوه تكونوا آثمين ، عصمنا الله وإياكم .
صفحه ۱۲۸