179

سكب الأدب على لامية العرب

سكب الأدب على لامية العرب

ژانرها

وخبر أشعاره، وحسن معاشرته للنساء كثيرة، وأردنا أن نذكر طرفا من شعره، فمنه هذه القصيدة التي يقول فيها (1): ... [من الكامل]

نعق الغراب ببين ذات الدملج ... ليت الغراب ببينها لم يزعج

نعق الغراب ودق عظم جناحه ... وذرت به الارياح بحر السمهج

ما زلت اتبعهم لا سمع حدوهم ... حتى دخلت على ربيبة هودج

نظرت إلي بعين ريم أكحل ... عمدا وردت عنك دعوة عوهج

فنظرت منها حسن صورة وجهها ... وبدت علي كما الغزال الادعج (2)

فسمعت رنه حجلها ووشاحها (3) ... وبريمها وسوارها والدملج [88ظ]

فظلت في أمر الهوى تحيزا ... من حر نار بالحشا متوهج

وله في رملة أخت عبد الملك بن مروان (4): [من الطويل]

بعيدة مهوى القرط إما لنوفل ... أبوها، وأما عبد شمس وهاشم

وله أيضا فيها (5): [من الطويل]

ولولا مخاف الناس والعار والحيا ... لعانقتها بين الحطيم وزمزم

فائدة:

الأسد والذئب يختلفان في الجوع والصبر عليه، وان كان صبرهما لا يوجد في غيرهما من الحيوانات، فالأسد شديد النهم حريص- ومع ذلك يحتمل إن يبقى أياما لا يأكل شيئا -، والذئب وان كان أقفر منزلا، واقل خصبا وأكثر كدا، وقد يكتفي بالنسيم إذا لم يجد ما يقتات به، الا انه لا يصبر ذلك الصبر -كما تقدم ذكره-، ولا يعود الى فريسة شبع منها مرة بخلاف الذئب (6).

صفحه ۲۶۷