سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
ژانرها
كانت على حق، فالأسوار المرتفعة والأسلاك الشائكة والحرس المسلحون هي مفردات عالمه، ولم يكن يستحق ذلك. لكن في كل مرة تفكر شيدا فيها في إرساله إلى والديها ينفطر قلبها، ولم تدر هل ستقوى على البعد عنه. •••
بدأت أعمل مع سارة في مصنع صغير للحياكة افتتح في السجن لصناعة القمصان الرجالية، وسررنا بالعمل هناك لأنه أبقانا مشغولتين طوال اليوم. أخبرنا الحرس أننا سنحصل على أجر مقابل عملنا قبيل إطلاق سراحنا، لكن الأجر كان زهيدا للغاية، حتى إننا لم نفكر فيه. بدت علامات التحسن على سارة، ولكن كلما أتيحت لها الفرصة كتبت على جسدها وعلى كل الأسطح القابلة للكتابة عليها، بيد أنها كانت تركز في عملها أثناء فترة العمل.
في تلك الفترة ظللت أدعو أن يمل علي مني، ولكن ذلك لم يحدث، فقد استمر استدعائي عبر مكبر الصوت نحو ثلاث مرات في الأسبوع، وبعد قضاء الليل معه في إحدى الزنزانات بمبنى «209» كنت أعود إلى «246» وقت صلاة الفجر. لم تسألني معظم الفتيات قط أين أذهب طوال الليل، ولكن عندما توجه إحداهن لي هذا السؤال أخبرها بأنني أتطوع للعمل في مستشفى السجن. كانت ثلاث أو أربع فتيات أخريات في «246» يستدعين بانتظام ليلا، وكن يعدن أيضا قبل شروق الشمس. تجنب بعضنا الحديث مع بعض، لكني خمنت أن وضعهن مشابه لوضعي.
مرت بنا الأيام والأسابيع والشهور في «إيفين»، ومع كل لحظة تمر تتسرب حياتنا قبل السجن منا شيئا فشيئا، ومع أن الأمل في العودة إلى المنزل أخذ يتضاءل رويدا رويدا حتى أصبح أشبه بالحلم، فقد احتفظنا به في قلوبنا ورفضنا أن ندع ذلك الحلم يموت.
الفصل السابع عشر
ذات ليلة من شهر فبراير قال لي علي وابتسامة مشرقة طفولية تعلو وجهه: «لدي أنباء سارة؛ لقد اتصلت بي أكرام هذا الصباح وأخبرتني أنها حبلى!»
سررت من أجلها كثيرا. - «وأخبرتني أيضا عن الحلم والدعاء، وهي تعتقد أن الفضل في سعادتها يعود إليك، وأجبرتني على أن أعدها بأن أصطحبك إلى منزلها في الحال.»
لم أتفوه بشيء، فنظر إلي علي وهو يبتسم.
سألني: «وماذا فعلت أيضا دون علمي؟» - «لم أفعل أي شيء دون علمك.» - «ولم لم تخبريني بذلك؟» - «كان شأنا خاصا بين امرأتين.» - «لم تعودي خائفة مني، أليس كذلك؟» - «وهل يفترض أن أخاف منك؟» - «كلا، على الإطلاق. قد نختلف في التفكير، لكني نوعا ما أثق بك أكثر مما أثق بنفسي، وإن عاش هذا الطفل فستكون أكرام مدينة لك إلى الأبد.» - «لقد استجاب الله لدعوات أكرام، وليس للأمر علاقة بي.» •••
كانت أكرام تشعر بسعادة غامرة لم أرها على أحد من قبل.
صفحه نامشخص