لم يقل أحد أي شيء، والتزموا جميعا الصمت.
كان «أودوش» يعرف تماما أن أحدا لا يملك الجرأة على معارضة والده.
شرب «أكيوبو» قدحا آخر من الخمر وبدأ يصر بأسنانه، وعندئذ أعلن بأن الخمر جيدة، ثم ضرب بالقدح فوق الأرض مرات قليلة وهو يصلي قائلا: أطال الله في عمر الرجل الذي صنع هذه الخمر، وأطال أيضا في عمرنا نحن الذين نشربها. مسح أخيرا حافة القدح، ثم وضعه في حقيبته.
قال «إيدوجو»: فلتشرب قدحا آخر.
مسح «أكيوبو» فمه بظهر يده، وقال: إن العلاج الوحيد ضد الخمر هو أن تملك القوة لتقول لا.
عاد «إيزولو» قليلا بذاكرته إلى الوراء، وقال ل «أكيوبو»: قبل أن تأتي كنت أقول لهذا الولد الصغير إن الرجل دائما يقول الحقيقة لابنه، حتى لو كان ذلك الرجل من أكبر الكذابين.
قال «أكيوبو»: هو كذلك بالفعل؛ فالرجل يستطيع أن يقسم أمام الإله بما قاله له والده.
استطرد «إيزولو»: وإذا لم يكن الرجل متأكدا من الحدود بين أرضه وجيرانه، فإنه يقول لولده بأنه يعتقد، ولكنه ليس متأكدا.
أجاب «أكيوبو»: هو أيضا كذلك. - ولكن عندما يتحدث الرجل بالحقيقة، ويفضل أبناؤه الكذب ..
توقف لحظة، ثم ارتفع صوته، واهتز رأسه بقوة، ثم تمالك نفسه، واستطرد بهدوء: ولهذا يستطيع الغريب أن يجلد ابني دون أن يلومه أحد؛ لأن ابني لم يسمع كلامي، ولكن كان من الأجدر لذلك الغريب أن يتعلم بأنه اعتدى على «إيزولو»، وأن ذلك الاعتداء سيؤدي بالضرورة إلى أن تلعق الكلاب عينيه، وإلى أنني سأطيح برأسه.
صفحه نامشخص