134

حذر «إيزولو» الرجل الأبيض كثيرا طوال فترة بقائه في السجن أربعة أسواق متتالية، فلم يستطع أن يلومه أحد، وها هو اليوم الثاني والثلاثون منذ القبض عليه .. أرسل الرجل الأبيض بالمبعوثين ليتوسلوا إليه أن يغير رأيه دون جدوى، حتى لم يعد بمقدورهم مواجهته وجها لوجه. وانتشرت القصة في «أوكبيري»، وذات صباح كان سوق «إيك الثامن» منذ القبض على «إيزولو» جاء خبر بإطلاق سراحه، مما أصاب المبعوث الرئيسي ورئيس الكتبة بالدهشة.

انفجر «إيزولو» ضاحكا، وقال: إذن فالرجل الأبيض قد أصابه الملل؟

ابتسم الرجلان وأعلنا موافقتهما. - كنت أعتقد أن بداخله الكثير.

قال رئيس الكتبة: هكذا هو الرجل الأبيض. - لكنني أفضل التعامل مع رجل يعرض رأسه لسقوط الحجر الذي ألقى به عاليا، وليس مع ذلك الذي يصيح من أجل القتال، ثم يرتعش ويتبرز على نفسه عندما يأتي القتال.

كان الرجلان يبدوان وكأنهما وافقا على ذلك أيضا.

ثم سأل «إيزولو»: هل تعرف بأي شيء يدعونني أعدائي في بلدنا؟

وعندئذ دخل «جون وديكا» ليعبر عن سروره، فاستطرد «إيزولو» وقال: اسأله .. سوف يخبرك، إنهم يدعونني صديق الرجل الأبيض، ويقولون بأن «إيزولو» هو الذي جاء بالرجل الأبيض إلى «أوموارو»، أليس كذلك يا ابن «وديكا»؟

أجاب: هذا حقيقي.

ثم بدت عليه علامات الاضطراب لتأييده شيئا لم يسمع بدايته.

حطت الذبابة فوق ذقن «إيزولو» فقتلها، وسقطت على الأرض، ثم نظر إلى ورقة النخيل التي ضربها بها، ودعكها في الحصيرة لإزالة ما لحق بها، وظل ينظر إليها قائلا: يقولون إنني أخونهم لصالح الرجل الأبيض.

صفحه نامشخص