وثالثا: تسميتكم بأهل السنة والجماعة، وأنكم أهل التوحيد ليست بدليل، فلا بد أن تصحبوا هذه الأسماء بالتدليل، وإلا فلا زلتم في حيز الدعوى، والمجال لكم مفتوح أرسلوا على عنوان الكتاب بكل ما يصحح دعواكم، وعلينا القبول والإنصاف.
ثم قلنا للزيدية: هلموا الدليل على دعواكم أنكم أهل السنة الحقة ؟
فقالوا: إن من حججهم على دعواهم، قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)).
ثم قالوا: إن هذا الحديث رواه أئمة الزيدية، ورواه أهل السنة وصححوه، وكذلك هو مروي عند الإمامية، فلم نختلف نحن وهذه الطوائف في هذا الحديث فهو صحيح عند الجميع، وبما أنه بهذه المنزلة من الصحة، فقد عملنا بمقتضاه، وتمسكنا بالكتاب والعترة، وعلمنا أن العترة لاتفارق الكتاب أبدا، وأننا حينئذ لانضل أبدا.
فإن قيل في الجواب: إن أهل البيت يطلق على القرابة، وقرابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم بنو هاشم جميعا، ويطلق على الأزواج، ويطلق على الأمة، كما في حديث إن آل كسرى يجزون لحاهم ويوفرون شواربهم، وإن آل محمد يجزون شواربهم ويوفرون لحاهم، أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم.
قلنا: في هذا الحديث ذكر العترة وأتبعها بأهل البيت رفعا لما يتوهم مما ذكرتم، والعترة لاتطلق على ما ذكرتم، وقد روت طوائف الأمة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جمع عليا وفاطمة، والحسن والحسين تحت كساء ولفهم تحته حين نزل قوله تعالى: ?إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا?، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)) وفيه: فقالت أم سلمة: وأنا معهم يارسول الله، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنت على مكانك، وأنت إلى خير)).
صفحه ۲