أللهم وما تعديا علي فيه من قول، أو أسرفا على فيه من فعل، أو ضيعاه لي من حق أوقصرا بي عنه من واجب فقد وهبته وجدت به عليهما، ورغبت إليك في وضع تبعته عنهما فإني لا أتهمهما على نفسي، ولا أستبطئهما في بري، ولا أكره ما تولياه من أمري يا رب فهما أوجب حقا علي، وأقدم إحسانا إلي وأعظم منة لدي من أن أقاصهما بعدل، أو اجازيهما على مثل، أين إذا يا إلهي طول شغلهما بتربيتي؟ وأين شدة تعبهما في حراستي؟ وأين إقتارهما على أنفسهما للتوسعة علي؟ هيهات ما يستوفيان مني حقهما، ولا ادرك ما يجب علي لهما ولا أنا بقاض وظيفة خدمتهما. فصل على محمد وآله وأعني يا خير من استعين به. ووفقني يا أهدى من رغب إليه، ولا تجعلني في أهل العقوق للابآء والامهات يوم تجزى كل نفس بما كسبت وهم لايظلمون. أللهم صل على محمد وآله وذريته، واخصص أبوي بأفضل ما خصصت به آباء عبادك المؤمنين وامهاتهم يا أرحم الراحمين. أللهم لا تنسني ذكرهما في أدبار صلواتي وفي أنا من آناء ليلي، وفي كل ساعة من ساعات نهاري. أللهم صل على محمد وآله واغفر لي بدعائي لهما، واغفر لهما ببرهما بي، مغفرة حتما وارض عنهما بشفاعتي لهما رضى عزما، وبلغهما بالكرامة مواطن السلامة. أللهم وإن سبقت مغفرتك لهما فشفعهما في، وإن سبقت مغفرتك لي فشفعني فيهما، حتى نجتمع برأفتك في دار كرامتك ومحل مغفرتك ورحمتك، إنك ذو الفضل العظيم والمن القديم وأنت أرحم الراحمين.
صفحه ۴۶