63

الصاحبي في فقه اللغة

الصاحبي في فقه اللغة

ناشر

محمد علي بيضون

شماره نسخه

الطبعة الأولى ١٤١٨هـ

سال انتشار

١٩٩٧م

شَرِبَتْ بماء الدُّحْرَضَيْنِ وباء المصاحبة: "دخل فلان بثيابه وسيفه" وقوله ﷿: ﴿وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ﴾ ١ ومنه "ذهبت بِهِ" لأنك تكون مصاحبًا لَهُ. والباء الَّتِي فِي موضع "فِي" قوله٢: مَا بُكتْ الكبير بالأَطلال والتي فِي موضع "عَلَى" قوله٣: أربٌ يبول الثَّعْلُبانُ برأسه أراد "عَلَى". وباء البدل، قولهم: "هَذَا بذاك" أي عوض منه. ومنه: قالت بما قَدْ أراهُ بصيرًا وباء تعدية الفعل "ذهبت بِهِ" بمعنى "أذهبته". وقوله جلّ ثناؤه: ﴿أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ ٤ لَيْسَ من ذا، لأن سرى وأسرى واحد. وباء السبب قوله جلّ ثناؤه: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ﴾ ٥ أي من أجله. فأما قوله جلّ وعزّ: ﴿وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ﴾ ٦ فمحتمل أن يكونوا كفروا بِهَا وتبرءوا منها. ويجوز أن تكون باء السبب، كَأَنَّه قال: "وكانوا من أجل شركائهم كافرين". والباء الدالّة عن نفس المُخبّر عنه والظاهر أنها لغيره قولك: "لقيت بفلان

١ سورة المائدة، الآية: ٦١. ٢ ديوان الأعشى: ٢٠٤، وعجزه: وسؤال فهل ترد سؤالي ٣ الحيوان: ٦/ ٣٠٤ بلا عزو، وفي ديوان العباس بن مرداس: ١٦٧. وعجزه: لقد هان من بالت عليه الثعالب وقيل: إن الثعلبان ذكر الثعالب، والأنثى ثعالة. ٤ سورة الإسراء، الآية: ١. ٥ سورة النحل، الآية: ١٠٠. ٦ سورة الروم، الآية: ١٣.

1 / 68