النفوس التي تأوي إلى هذه الجنوب تستطيب السيئات وتستكره الحسنات. ما أنقى سريرة الوليد إلى حين يدرج من عش صباه! تبسامة تستضحكه وزجرة تستبكيه. فمثله كمثل البلبل إذا جاء الربيع وأورقت الأشجار وصوحت الأزهار ومجت سحرة لعاب الندى، وانسابت على أعطاف أماليدها خيوط الشعاع، واستمر الغدير في خريره والنسيم في هيمنته داخله الطرب، فصفر في مهرجان الطبيعة ليطرب نواميسها، وإذا كان الشتاء وذبلت الغصون وذوت الأوراق واكفهر وجه الأفق، انكمش البلبل في عشه وأقام في بثه.
إلى الله أشكو مر ما يتجرعه الإنسان من الإنسان. ملك كريم يصبح شيطانا رجيما، وما الملك بذاك الذي يتوهمونه أخضر الجناح بادي الشباب ريضه، ولا الشيطان ذلك الذي يتخيلونه مشتعل الناظرتين دامي اللهاة والمناسر، كلاهما خيال لا وجود له، بحيث يظنون إن هما إلا بين الناس ومن الناس.
اذهب يا فرر إلى حيث مصير العناصر ومأتاها تلق سكونا لا تشوبه حركات الغوايات، رقدة هذه كلنا راقدها غدا، فإذا لاقيناك صافحناك وشكرناك، وإذا طال الثواء في مواطن الشقاء، فسيأتيك منا السلام كل صباح ومساء.
العمال في البلاد العثمانية
أخ جاء يدعوني إلى نصر إخوة
وهذا يراع سامع ومجيب
فقلت له لا تسلم النفس للأسى
إذا ساء عيش إنه سيطيب
وهذي الليالي لا يقر قرارها
فمن لم يصبه الخير سوف يصيب
صفحه نامشخص