ومن المضحك المبكي ما روى البيهقي في (دلائل النبوة)(1) أن أبا الغادية دخل ذات يوم على عمرو بن العاص فاستقبله ببشاشة واحترام، فقال لعمرو بعض جلسائه: يا عمرو ألست تروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: « قاتل عمار في النار»؟ فقال عمرو: إنما قال النبي: «قاتل عمار وسالبه في النار» وهذا إنما قتل عمارا ولم يسلبه!!
(3) بسر بن أرطأة، قاتل المسلمين بأمر معاوية في اليمن وغيرها(2)، والمشهور بقتل طفلي عبيد الله بن العباس على مصحفهما في أحد مساجد صنعاء، ومع ذلك اعتبره في الصحابة كل من أحمد بن حنبل والترمذي والنسائي وأبو داود وابن حبان والدارمي، وبالتالي اعتمدوا روايته في كتبهم ولم يترددوا في الترضية عنه. بينما أحرج بعض المحدثين القبائح التي ارتكبها فأنكروا صحبته، حتى لا يضطروا للدفاع عنه(3) كما فعل بعضهم في قاتل عمار.
(4) الحكم بن أبي العاص الأموي، اشتهر بأنه كان يؤذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويستهزئ به، ويتجسس عليه مع نسائه، فلعنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ونفاه خارج المدينة، وظل هنالك حتى رده عثمان، فكان ذلك من أسباب نقمة الناس عليه(4). وروى ابن عبد البر في (الاستيعاب) (5) عن عائشة أنها قالت لمروان بن الحكم: «أما أنت يا مروان فأشهد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعن أباك وأنت في صلبه ». ومع ذلك اعتبره المحدثون من الصحابة الذين يجب احترامهم والثناء عليهم!!
صفحه ۳۴