صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
ژانرها
هذا وقد ظل رحمه الله 13 عاما بين أسرته الكريمة أميرا محبوبا، وبين رعاياه مليكا مهيبا حتى أدركته منيته ظهر يوم الخميس 7 يناير سنة 1892م، فبكى عليه الرفيع والوضيع، وفي اليوم الثاني احتفل بتشييع جنازته من حلوان إلى مصر، ودفن بمدفن العائلة الكريمة، تغمده الله بالرحمة والرضوان.
ترجمة سمو عباس حلمي الثاني خديوي مصر السابق
ولد سنة 1874م وتولى عرش مصر في 18 يناير سنة 1892م وخلع في أغسطس سنة 1914.
ولد عباس حلمي باشا ابن المرحوم توفيق باشا بالقاهرة سنة 1874م، فتربى على بساط العز والسؤدد. ولما بلغ أشده أدخله المرحوم والده مع سمو شقيقه الأمير محمد علي مدرسة عابدين التي شادها. فتثقفا بالعلوم والمعارف وظهر عليهما النبوغ، فلما أتما دروسهما فيها أرسلهما والدهما إلى ڨينا، وانتظما في مدرستها الملوكية العليا. وفي أثناء إقامتهما في تلك المدرسة استأذنا والدهما بالتجول في أنحاء أوربا لاستطلاع أحوال تلك المدينة من مصادرها فزارا ألمانيا، وإنجلترا، وروسيا، وإيطاليا، وفرنسا، ولقيا من ملوك هذه الممالك ترحابا حسنا، وزارا الممالك الأخرى.
وفي سنة 1889م، عادا إلى مصر واستأذناه في زيارة معرض باريس لذلك العام فأجابهما إلى ذلك فلقيا هناك ترحابا جميلا، وعادا إلى المدرسة وفي سنة 1891م عادا إلى مصر في أثناء الراحة المدرسية، ثم رجعا إلى المدرسة في ڨينا.
وفي 8 يناير سنة 1892م، جاءهما النبأ البرقي بوفاة الخديوي الأسبق، فأصبح أكبرهما سمو عباس باشا حلمي خديويا على مصر من ذلك اليوم. ثم جاءته رسالة الصدر الأعظم بتثبيته على ذلك العرش فأسرع إلى مقر حكومته، فوصل الإسكندرية في 16 يناير المذكور، فاحتفل القطر المصري بقدومه احتفالا يليق بمقامه.
ويمتاز عصره في مصر بنهضة الأقلام واتساع نطاق الصحافة، وتكاثر المطابع والجرائد والمجلات والمكاتب وسائر عوامل النهضة العلمية.
وفي هذا العصر أيضا تم فتح السودان وانقضت دولة الدراويش بتعاضد الجيشين الإنجليزي والمصري، وذلك بفضل القائد العظيم المرحوم الارل كتشنر ومعالي إبراهيم فتحي باشا أحد وزراء مصر السابقين، وغيرهما من الضباط البريطانيين والمصريين، الذين توجوا تاريخ حياتهم بتاج الشهامة والإقدام.
وفي شتاء سنة 1901م، رحل سموه إلى السودان؛ لتفقد أحواله فاحتفلوا بوطء أقدامه هناك احتفالا عظيما. وكانت عرى الاتحاد بين سموه ودولة بريطانيا على أتم وفاق. غير أن بطانة سموه أثرت عليه بتغيير هذه السياسة واتخاذه طريقا آخر. وربما كان هذا بدء الضرر، فأخذ في انتقاد الجيش المصري السوداني فعد ذلك القائد «المرحوم كتشنر» إهانة له فخابر المعتمد البريطاني بالقاهرة بذلك، فأخذ الإجراءات الشديدة فقام الخديوي السابق بعمل الترضية اللازمة لجناب القائد وهي تعرف بحادثة الحدود.
وفي صيف سنة 1914 سافر سمو الخديوي السابق إلى أوربا فالأستانة للاصطياف حسب عادته. فاعتدى عليه مصري مفتون تعرض له في الأستانة يوم 24 يوليو من السنة عينها بأن أطلق عليه مسدسه وجرحه، ولكن الجرح لم يكن بالغا: وما كاد الجاني يرتكب فعلته الشنعاء، حتى أطلق الحرس العثماني النار عليه، وأمعنوا فيه ضربا وطعنا حتى أخمدوا أنفاسه تماما. وبقتل الجاني أمن شركاؤه ولم يعلم لهم أمر.
صفحه نامشخص