382

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

ژانرها

ولد الأستاذ بشبراخيت عام 1880م من والدين كريمين صالحين ربياه التربية المنزلية الأولى على أحسن منوال، وغذياه بلبان الاستقامة وأرضعاه ثدي الأدب، فشب في وسط بيئة عرفت بالاستقامة وجده لأبيه هو المرحوم الأستاذ القدير الشيخ عبد القادر حمزة، ووالده هو المرحوم محمد أفندي عبد القادر حمزة، اللذان اتصفا بالكمال وحسن السمعة في إبان حياتهما الطيبة، ولما أن شب صاحب الترجمة عن الطوق أدخله والده المدارس الابتدائية فالثانوية فالحقوق الملكية، فكان بين أقرانه الطلبة مثال الجد والنشاط والذكاء محبوبا من عموم أساتذته محترما من زملائه، وقد نال من تلك المدارس شهادة الدراسة الابتدائية فالبكالوريا فالليسانس بتفوق عظيم.

حياته العملية

ولما كان الأستاذ عبد القادر ممن رغبوا الاشتغال بالأعمال الحرة البعيدة من كل قيد وشروط، ورأى من نفسه ميلا للاشتغال بمهنة المحاماة الشريفة للدفاع عن المظلوم، والأخذ بيد مهضومي الحقوق فتح له مكتبا للمحاماة سنة 1901م، وظل ممارسا عمله هذا حتى سنة 1907م بكل أمانة وطهارة ذمة حتى اكتسب بهما ثقة عملائه، ووثق القضاء منه، إلا أن الوطنية المشتعلة بين جنبيه أبت عليه الاستمرار في عمله هذا، فبرز إلى ميدان الجهاد الحقيقي، وولج بنفسه إلى الدخول في ميدان الصحافة؛ ليمتع بني جلدته بنفثات قلمه الفياض، وعلمه الغزير، وإخلاصه المتناهي نحو بلاده، فاشتغل في مبدأ الأمر في جريدة الجريدة لمديرها الأستاذ القدير أحمد بك لطفي السيد.

ثم تولى رئاسة تحرير جريدة الأهالي في سنة 1910 بالإسكندرية، ثم نقل إدارتها إلى القاهرة 1921 فعطلت بعد نقلها بشهر ونصف شهر لمدة ستة أشهر، فأصدر جريدة المحروسة بعد ذلك فاستمرت شهرا واحدا ثم عطت أيضا، وكان ميعاد عودة الأهالي إلى الصدور قد جاء فأصدرها فاستمرت ثلاثة أيام فقط ثم صدر أمر مجلس الوزراء بإقفالها نهائيا، فأراد أن يصدر جريدة غير دورية باسم «نداء الحرية»، وأعد فعلا العدد الأول منها فصادرته الحكومة وهو في المطبعة، وبعد ذلك بقليل أصدر جريدة الأفكار مدة ستة أشهر ثم تركها وأصدر جريدة البلاغ في 28 يناير سنة 1923، فاستمرت إلى 5 مارس من السنة المذكورة، ثم عطلت واعتقل الأستاذ في ثكنة قصر النيل مع أعضاء الوفد الذي كان موجودا هناك إذ ذاك، ثم أفرج عنه في 15 مايو سنة 1923، وسمح له بعد ذلك بشهرين بإعادة جريدة البلاغ إلى يومنا هذا، وجريدة البلاغ تعد من أمهات الجرائد اليومية السياسية الكبرى بين ظهرانينا بلا جدال، فلها مبدأها الثابت وخطتها الوطنية التي أعجبت الشعب على بكرة أبيه وثباتها للدفاع عن حقوق البلاد، وجرأة محرريها، وقد نالت حظا وافرا ورواجا عظيما في عموم بلاد القطر، كل ذلك بفضل حكمة ووطنية أستاذنا القدير وحسن جهاده وتقديرا من الشعب لخدماته الصادقة ومجهوده الكبير لخدمة البلاد.

صفاته وأخلاقه

اشتهر الأستاذ عبد القادر باللطف ودماثة الأخلاق والذكاء المتوقد، وأصالة الرأي، وكفاءة نادرة في مهنته الصحافية وهو سعدي صميم، قلبا وقالبا .

حفظه الله ولا أحرم الكنانة من إخلاصه ووافر علمه.

ترجمة الأستاذ البليغ والكاتب النحرير داود بركاته

رئيس تحرير جريدة الأهرام

كلمة المؤرخ

صفحه نامشخص