بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد وآله الغر الميامين، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
وبعد: فإن من أبرز سمات مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) البحث العلمي الحر، طلبا للحق وبحثا عن الحقيقة.
ويرجع ذلك إلى أن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) قد أرادوا لشيعتهم أن يكونوا على بينة من أمرهم في كل شئ، وتذكر الروايات (1) أن بعض الأئمة (عليهم السلام) كان يحمل طلابه وتلاميذه على السؤال عن الأدلة ومصادرها، وكانوا (عليهم السلام) يجيبون طلابهم في حدود ما تسمح به قدراتهم العقلية والفكرية، بل كانوا (عليهم السلام) كثيرا ما يشفعون إجابتهم ببيان الدليل ابتداء منهم (عليهم السلام) حثا لشيعتهم على انتهاج هذا المسلك فيما يقولون أو يكتبون.
وقد تمخض عن ذلك أن أصبح الفكر الشيعي خصبا بمعطياته العلمية في شتى المجالات، وأثمرت البحوث العلمية المختلفة ثمرات يانعة آتت أكلها في سبق علمي عديم النظير، من البحث والتحقيق والاستنتاج فيما خلفه أئمة أهل البيت (عليهم السلام) من تراث فكري رحب الآفاق يزخر بعطاء لا ينضب معينه أبدا مهما دارت رحى الزمان.
صفحه ۳
ولو ألقينا نظرة سريعة على أحد الفروع العلمية والأدوار التي مر بها في مقام البحث والتحقيق على أيدي العلماء في مختلف عصورهم، لرأينا مدى النضج العلمي والتطور الفكري، والنبوغ والدقة في الفكر الشيعي.
ومرجع ذلك إلى ما ذكرنا من حرية البحث طلبا للحق وبحثا عن الحقيقة، وسيرا على منهاج أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ولم يكن ذلك مقتصرا على فن من فنون المعرفة فحسب، بل يشمل جميع العلوم والمعارف الكلامية، والأصولية، والفقهية، والتفسيرية، والرجالية، وغيرها.
وقد خلف علماء الشيعة آثارا تزخر بالتحقيق والتدقيق، والنتائج العلمية الرصينة.
أضف إلى ذلك أمرا لا يقل أهمية عما ذكرنا، وهو أن علماء الشيعة إلى جانب أنهم أحرار في دراساتهم العلمية، كانوا أحرارا في دنياهم، وما كان لهم طمع في حطام، أو سعي وراء مقام، وإنما كان رائدهم الحق، وسبيلهم الصراط المستقيم، وإن تنكرت الدنيا لهم، وعاشوا حياة الشظف والعوز في عفة ونزاهة وإباء ضربوا بها أروع المثل في مكارم الأخلاق، وكانوا بذلك يعكسون صورة ناصعة عن حياة أئمتهم (عليهم السلام).
فجزاهم الله خير الجزاء، فلقد حملوا الأمانة بإخلاص، وكانوا أهلا لذلك وكفؤا.
هذا الكتاب:
ويضم هذا الكتاب بين دفتيه البحث العلمي الدقيق عن أصول الاعتقاد، وقد استغرق البحث حول موضوع الإمامة والخلافة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) الحصة الكبرى من صفحاته.
وحديث الإمامة هو الحديث الخطير ذو الشأن العظيم، وهو مفترق الطرق بين
صفحه ۴
المسلمين. وقد عني الباحثون من علماء الإمامية عبر تاريخهم بهذا الموضوع، ولم يألوا جهدا في البحث والتحقيق، وتوصلوا إلى نتائج مهمة وخطيرة، ولا غضاضة في ذلك ما دامت مسألة الإمامة تشكل قضية مصيرية تبتني عليها أصول الدين وفروعه عندهم.
وسنحاول استجلاء أهمية هذا الأمر من خلال النقاط التالية.
الإمامة في نظر الشيعة:
تتفق كلمة الشيعة الاثني عشرية على أن الإمامة منصب إلهي، وهي الرئاسة العامة في أمور الدين والدنيا نيابة عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وأنها من أصول الدين لا من فروعه، وهي واجبة عقلا على الله تعالى من باب اللطف بالعباد، وقد أيدت ذلك النصوص الواردة في القرآن الكريم، أو عن النبي (صلى الله عليه وآله) في هذا الموضوع.
والإمام هو الشخص التالي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في جميع الكمالات، ويجب أن يكون معصوما في أقواله وأفعاله وجميع شؤونه، ولا بد في تعيينه من النص على إمامته، وظهور المعجزة على يديه.
وتنحصر الإمامة بهذا المعنى في اثني عشر شخصا، هم الأئمة بعد النبي محمد (صلى الله عليه وآله) كما هي عقيدة الشيعة الإمامية، وقد ساقتهم الأدلة على ذلك (1).
الإمامة في نظر السنة:
وتتفق كلمة السنة على أن الإمامة ليست منصبا إلهيا، وهي الخلافة عن النبي (صلى الله عليه وآله) في أمور الدين والدنيا، وأنها من فروع الدين لا من أصوله، ووجوبها
صفحه ۵
سمعي لا عقلي، ولا يجب أن يكون الإمام معصوما، كما لا يجب ظهور المعجزة على يديه، ويكفي في انعقاد الإمامة لشخص، الواحد والاثنان من أهل الحل والعقد، فإن الصحابة اكتفوا بذلك، كعقد عمر لأبي بكر، وعقد عبد الرحمن بن عوف لعثمان.
قال الإسفرائيني: وتنعقد الإمامة بالقهر والاستيلاء ولو كان فاسقا، أو جاهلا، أو أعجميا.
وقال الباقلاني: لا ينخلع الإمام بفسقه وظلمه وبغصب الأموال وضرب الأبشار بل يجب وعظه وتخويفه وترك طاعته في شئ مما يدعو إليه من معاصي الله.
وقال الغزالي: اعلم أن النظر في الإمامة أيضا ليس من المهمات، وليس أيضا من فن المعقولات، بل هي من الفقهيات.
ويذهب السنة إلى أن الإمام الحق بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، والأفضلية بهذا الترتيب (1).
ومن خلال نظر كل من الفريقين يتجلى البون الشاسع بين النظرتين، فكم فرق بين من يقول: إن الإمامة منصب إلهي ودليلها العقل وهي إحدى ركائز الدين، وبين من يقول: إنها ليست من المهمات.
هذه حجتنا:
نعتقد - نحن الشيعة - أن الله تعالى حكيم، منزه عن فعل اللغو والعبث، ومن المعاني التي فسرت بها الحكمة أنها وضع الأشياء في مواضعها، وقد قال تعالى وهو أصدق القائلين: * (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق) * (2) وقال
صفحه ۶
عز وجل: * (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين) * (1) وقال تعالى: * (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا) * (2) وقال عز وجل: * (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) * (3) وقال تعالى: * (وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون) * (4).
وقد اقتضت حكمته تعالى أن يبعث إلى الناس رسلا * (مبشرين ومنذرين) * (5) يخرجونهم من الظلمات إلى النور، ويقربونهم إلى الطاعات، ويبعدونهم عن المعاصي، ليحيى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة.
وكان خاتمة هؤلاء الرسل هو أشرفهم النبي محمد (صلى الله عليه وآله) " ابتعثه الله تعالى إتماما لأمره، وعزيمة على إمضاء حكمه، وإنفاذا لمقادير حتمه، فرأى الأمم فرقا في أديانها، عكفا على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها، فأنار الله بمحمد (صلى الله عليه وآله) ظلمها، وكشف عن القلوب بهمها، وجلى عن الأبصار غممها، وقام في الناس بالهداية، وأنقذهم من الغواية، وبصرهم من العماية، وهداهم إلى الدين القويم، ودعاهم إلى الطريق المستقيم " (6).
وكان ذلك منه (صلى الله عليه وآله) في ثلاث وعشرين عاما من عمره الشريف يدأب ليلا ونهارا في هداية الناس والدعوة إلى الله تعالى، وألف بين قلوبهم، مكابدا كيد الأمة التي جهلت قدره ومكانته، فحاربته وسعت إلى قتله، وحاولت القضاء على دعوته.
صفحه ۷
وكان من عناية الله تعالى برسوله أن هيأ له من يحميه من كيد المتربصين.
ولولا أبو طالب وابنه * لما مثل الدين شخصا فقاما فهذا بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب قد لاقى الحماما وكان من ورائهما السيدة الجليلة خديجة (عليها السلام) التي بذلت جميع ما تملك - وكانت ذات ثراء - في سبيل دعوة النبي (صلى الله عليه وآله) وتسيير حركة الإسلام.
وأما أبو طالب (1) فقد كان السند لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو القائل يخاطب ابن أخيه:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أوسد في التراب دفينا حتى إذا رحل أبو طالب وخديجة (عليهما السلام) عن الدنيا، انبرى علي (عليه السلام) لحماية الرسول (صلى الله عليه وآله) والدفاع عنه.
وقد شاء الله تعالى لحبيبه المصطفى (صلى الله عليه وآله) أن ينتقل عن مكة ويستقر في المدينة، وإذا به (صلى الله عليه وآله) يواجه الدنيا بأسرها، فالمشركون جادون في نقض ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) واليهود يتربصون به الدوائر، والمنافقون يسعون في الخراب، ولا يكاد يفرغ النبي (صلى الله عليه وآله) من حرب حتى يتهيأ لأخرى.
وإلى جانب ذلك كله كان النبي (صلى الله عليه وآله) يقوم بأداء مهمته في تعليم الناس وهدايتهم، ويتلقى الوحي ويبلغ رسالة ربه. وإنك لتدهش أمام هذه العظمة المحمدية من القلب الكبير، والصدر الرحيب، والخلق الكريم في تلك الظروف العصبية حيث يقوم بذلك كله، حتى أكمل الله دينه لعباده، وأتم نعمته عليهم على يدي الحبيب
صفحه ۸
المصطفى (صلى الله عليه وآله) وتم نزول الدستور الإلهي العظيم الذي تضمن تبيان كل شئ مما يحتاجه الناس في أمور معاشهم ومعادهم.
وقد أخبر النبي (صلى الله عليه وآله) من حوله أنه يوشك أن يدعى فيجيب، وأخذ يتأهب للرحيل إلى الرفيق الأعلى، والإسلام بعد غض العود، والناس حديثو عهد به، ولما يستقر الإيمان في قلوبهم.
فيا ترى هل يترك النبي (صلى الله عليه وآله) هذا التراث الضخم بما تضمن من تعاليم إلى الناس؟ أم تراه يعين لهم خلفا من بعده يحمي الرسالة كما حماها هو (صلى الله عليه وآله)؟ أتراه وهو الذي لم يترك شيئا تحتاج إليه الأمة إلا وقد بينه يترك أخطر أمر يتوقف عليه مصير الرسالة التي جاء بها والجهود المضنية التي بذلها؟ هل بلغ الناس في عهده (صلى الله عليه وآله) من الفهم حدا أدركوا فيه جميع أبعاد الرسالة وما تضمنت من تعاليم؟ هل بلغت عقولهم حدا فهموا فيه ظاهر القرآن فضلا عن باطنه؟
مع علمه (صلى الله عليه وآله) أن فيهم من أسلم كرها، وفيهم من استسلم خوفا، وفيهم من أعلن إسلامه طمعا، وفيهم من لم يلامس الايمان قلبه، بل فيهم المنافق والمتربص، أتراه يدع هذا الأمر الخطير للأمة لتختار لها من توليه عليها من دون أن يكون له (صلى الله عليه وآله) في الأمر شأن؟
لذلك ولغيره قالت الشيعة الإمامية بضرورة نصب الإمام وتعيينه من قبل الله تعالى على يد النبي (صلى الله عليه وآله) ويكون امتدادا لبقاء الرسالة وصيانتها، لا أن الإمام نبي آخر، فإن نبوة النبي (صلى الله عليه وآله) هي خاتمة الرسالات، وقد قال (صلى الله عليه وآله): لا نبي بعدي. بل لأن هذه الرسالة التي جاء بها النبي (صلى الله عليه وآله) تحتاج في بقائها واستمرارها إلى راع يحيطها بعنايته.
فإن أي قانون أو شريعة، سماوية كانت أو أرضية، إذا أريد لها البقاء والخلود، فلا بد من إقامة راع يحفظها عن التبديل والتغيير، ويتولى مهمة بيانها وايصالها إلى
صفحه ۹
الناس مصونة عن الانحراف، ولولا ذلك لتبدلت هذه الشريعة وتغيرت، ووقع الاختلاف في تفسيرها وبيانها .
ولما كان دين الإسلام هو خاتم الأديان، فلا نبي بعد النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ولا شريعة بعد شريعته، اقتضت الحكمة الإلهية أن يكون لهذا الدين بما يتضمن من تعاليم وأحكام وأسرار، رعاة وحماة يردون عنه الشبه، ويصونونه عن التحريف، وهذا ما ابتنت عليه عقيدة الشيعة الإمامية من ضرورة الإمامة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) وأنها من قبل الله تعالى، وبتعيين من النبي، ولا مجال للناس في الاختيار، وإلا لزم من ذلك كثير من المفاسد، إذ ليس من المعقول أن يجازف النبي (صلى الله عليه وآله) بدعوته - وهو سيد عقلاء بني البشر وأكمل الناس عقلا وبعد نظر - ويوكل مهامها إلى الناس، وهل هذا إلا تناقض ونقض للغرض؟ ولا يليق بانسان عادي فكيف بسيد العقلاء؟!.
وإذا تبين هذا الأمر، فهنا نتسائل من هو ذلك الشخص اللائق لتولي هذا المقام؟
ومع غض النظر عن كل النصوص القرآنية، أو الواردة على لسان النبي (صلى الله عليه وآله) في هذا المجال، فلو وقفنا على سيرة جميع من عاش مع النبي (صلى الله عليه وآله) وصاحبه ودرسنا مؤهلاتهم وما تمتعوا به من ملكات شخصية، فهل نجد من هو أليق بهذا المقام غير علي بن أبي طالب (عليه السلام)؟
أليس هو الشخص الوحيد الذي عاصر الرسالة منذ بزوغ فجرها، وإلى اللحظة التي رحل فيها النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الرفيق الأعلى وقد علم من أسرارها وأحكامها ما يؤهله لذلك؟
أليس هو ربيب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو القائل يخاطب المسلمين: " وقد علمتم موضعي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا ولد يضمني إلى صدره، ويكنفني إلى فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرفه، وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل، ولقد
صفحه ۱۰
قرن الله به (صلى الله عليه وآله) من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره، ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما، ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء، فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة، وأشم ريح النبوة " (1)؟
أليس هو العالم بأسرار القرآن وما تضمن من أحكام؟ وقد قال (عليه السلام) يخاطب المسلمين أيضا: " سلوني قبل أن تفقدوني، فوالله الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو سألتموني عن آية آية في ليل أنزلت أو في نهار أنزلت، مكيها ومدنيها، سفريها وحضريها، ناسخها ومنسوخها، محكمها ومتشابهها، وتأويلها وتنزيلها لأخبرتكم " (2).
ونقل ابن أبي الحديد ما يقرب من ذلك، حيث قال: وروى المدائني أيضا قال:
خطب علي (عليه السلام) فقال: لو كسرت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم، وما من آية في كتاب الله أنزلت في سهل أو جبل، إلا وأنا عالم متى أنزلت وفي من أنزلت (3).
أليس هو الدرع الواقي للإسلام في أيامه الأولى وإلى آخر يوم من حياة النبي (صلى الله عليه وآله)؟ حيث وقف يدافع عن الإسلام ورسوله في جميع المشاهد، فبات على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة تربص به المشركون يريدون قتله، وفي يوم بدر كان فارس الميدان، ويوم أحد حيث فر الأصحاب عن النبي (صلى الله عليه وآله) وتركوه وحيدا،
صفحه ۱۱
ويوم الأحزاب حيث أحجم الأصحاب عن مبارزة فارس الجزيرة ابن عبد ود العامري، ويوم خيبر حيث رجع الأصحاب كل منهم يجبن الآخر.
إن كنت لجهلك بالآيات * جحدت مقام أبي شبر فاسأل بدرا واسأل أحدا * وسل الأحزاب وسل خيبر من دبر فيها الأمر ومن * أردى الأبطال ومن دمر من هد حصون الشرك ومن * شاد الإسلام ومن عمر من قدمه طه وعلى * أهل الإيمان له أمر قاسوك أبا حسن بسواك * وهل بالطود يقاس الذر أنى ساووك بمن ناووك * وهل ساووا نعلي قنبر من غيرك من يدعى للحرب * وللمحراب وللمنبر أفعال الخير إذا انتشرت * في الناس فأنت لها مصدر وإذا ذكر المعروف فما * لسواك به شئ يذكر (1) وناهيك بما كان يتمتع به من كمالات ومآثر خاصة، من عبادة وزهد وتقوى وكرم، ولم يكن لغيره من ذلك شئ يذكر، فهل بعد هذا يعدل بعلي (عليه السلام) غيره فضلا عن أن يتقدم عليه؟
وأما إذا أمعنا النظر في النصوص الواردة في القرآن الكريم، أو على لسان النبي (صلى الله عليه وآله) ابتداء من حديث الانذار يوم الدار، وإلى حديث الدواة والكتف، فالأمر أوضح من أن يحتاج إلى بيان.
صفحه ۱۲
وتلك حجتهم:
وأما غير الشيعة، فقد ذكروا أدلة على مدعاهم ولم يأتوا بشئ، وسيقف القارئ عليها من خلال ما استعرضه المؤلف مما نقله عنهم.
وغاية ما أرادوه هو تصحيح ما وقع، والتسليم بالواقع كما وقع من دون محاولة للخروج عما قيدوا به أنفسهم، أو السعي في البحث العلمي الحر المجرد عن العصبية، ولو حاولوا أو سعوا لوصلوا، ولكنهم....
دعوة مخلصة:
ونحن الشيعة الإمامية ندعوا إلى البحث العلمي المبني على الأسس المنطقية، والاستناد إلى الكتاب والسنة والتاريخ، والتجرد عن كل العصبيات والأهواء، وتحكيم العقل في هذه القضية وغيرها من المسائل الخلافية.
فإننا لولا أن الدليل قد أخذ بأعناقنا وساقنا إلى ما اعتقدنا به، ولولا أنها مسؤولية ملقاة على عواتقنا وسنساءل عنها، لأوصدنا هذا الباب وما حمنا حوله، ولكنه البحث عن الحق " والحق أحق أن يتبع " والموقف الذي ينتظرنا، والتطبيق العملي في حياتنا، كل ذلك دعانا للبحث حول هذا الموضوع، لنكون على بينة من أمرنا فيما يعود إلى العقيدة والسلوك، وقد ورد في روايات أهل البيت (عليهم السلام) ما يدل على ذلك، ونكتفي بذكر الرواية التالية:
روى محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعبد الله بن الصلت جميعا، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والولاية، قال زرارة : فقلت: وأي شئ من ذلك أفضل؟ فقال: الولاية
صفحه ۱۳
لأنها مفتاحهن، والوالي هو الدليل عليهن... (1).
وينبغي أن يعلم أن قضايا الشرع ومسائل الدين لا بد أن تؤخذ على أنها شئ واحد، وتراعى جميع الخصوصيات والشرائط، فإن الوالي وهو الإمام المعصوم ليس وجودا مستقلا في عرض وجود الرسول (صلى الله عليه وآله) بل هو امتداد له وفي طوله، ولذا فإن قول الإمام هو قول الرسول، وفعله فعل الرسول، والذي هو بالمآل يرجع إلى قول الله وفعله، والوالي هو المرشد إلى ما جاء به الرسول، وقد أريد لنا التعبد بأحكام الدين - كما قامت الأدلة على ذلك - عن هذا الطريق المخصوص المحدد، لا أننا نعتمد على أي كان.
وأخيرا:
قلنا: إن هذا الكتاب يضم بين دفتيه البحث العلمي الدقيق عن أصول الاعتقاد، وكان لمبحث الإمامة الحصة الكبرى من صفحاته، ونضيف أن المؤلف (قدس سره) قد استعرض في هذا الموضوع أهم ما استدل به على الإمامة من كلا الطرفين الشيعة والسنة.
وينقسم هذا المبحث إلى قسمين رئيسين: الأول إثبات إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام).
الثاني إبطال إمامة من عداه.
ومما يلفت النظر أن المؤلف ذكر أدلة السنة بكل محتملاتها، فذكر الاجماع الذي هو الأصل لهم وهم الأصل له (2)، وناقشه نقاشا علميا دقيقا، وأجاب عن كل ما يحتمل أن يكون مستندا لهم ودليلا، كما ذكر قضايا السقيفة، وما تمخض عنها من نتائج، وأبطل ما جرى فيها من أحداث قد يدعى أن تكون مستندا للإمامة.
ولم يستقص جميع أدلة الإمامية، وإنما اكتفى ببعضها، حيث ذكر من الآيات آية
صفحه ۱۴
المودة، وآية الاكمال. ومن الروايات حديث الغدير، وحديث المنزلة، وحديث وهو ولي كل مؤمن بعدي، وحديث الثقلين، وحديث السفينة، واستند إلى ما ذكره علماء السنة في كتبهم، وقد قال: " مدار استدلالنا على ما عرفت إنما هو القرآن والأخبار التي نقلها أهل السنة " وقد اعتبر أن ذلك كاف في إثبات المطلوب.
ونشير إلى أمرين مهمين تناولهما المؤلف بالبحث والتحقيق:
الأول: المطاعن، وهي عبارة أخرى عن المؤاخذات على المخالفات الصادرة عن الخلفاء على خلاف الواقع في القول والفعل، وقد استعرض المؤلف جملة منها لكل من الخلفاء الثلاثة، واستند في مصادره إلى كتب السنة، واستنتج المؤلف منها عدم صلاحيتهم للخلافة، وقد قال المؤلف: " وبعد ما ذكرته من البيان ظهر لك أنا لا نتعرض لعيب من نتعرض عيوبهم بمحض طلب العيب، بل المقصود إظهار الحق على الطلاب، وإن من يدفع العيب عنهم تصدى لدفع العيب عنهم بمحض الهوى وتبعية السلف، لا بسبب اقتفاء البرهان والحجة ".
الثاني: التحقيق في حديث العشرة المبشرة، والروايات المادحة للخلفاء. وأثبت المؤلف أن الحديث مختلق، وقد وضع في زمان متأخر، لأن الواقع التاريخي والأحداث الصادرة عن بعض هؤلاء العشرة وغيرها من الأمور تنافي صدور هذا الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) على أن سند الحديث موضع ريب.
وأما الروايات المادحة، فقد ذكر ثلاثة عشر رواية، وناقش مضامينها بما يثبت كذبها، كما ناقش في خصوص ما روي في شأن عمر، وذكر عشر روايات نقلها عن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد وغيره، واستعرض المؤلف ما ذكره ابن أبي الحديد من سعي معاوية بن أبي سفيان في اختلاق الروايات، واستئجار عدد من الصحابة والتابعين لهذا الغرض. وذكر المؤلف ضابطة نافعة في الدواعي لوضع الأحاديث ونسبتها زورا لرسول الله (صلى الله عليه وآله).
صفحه ۱۵
وفي الكتاب أيضا مسائل لا تقل أهمية عما ذكرنا، كمسألة خطبة الزهراء (عليها السلام) وكشف بيتها، وشكاية علي (عليه السلام) ممن تقدمه، ووصية العباس، وكتاب علي (عليه السلام) إلى معاوية، وغيرها من المسائل التي تناولها المؤلف بالدقة والتحليل والبحث العلمي الرصين.
وندعوا القراء الكرام إلى قراءة متأنية لهذا الكتاب، إذ لا تنفع فيه القراءة العجلي لدقة نظر المؤلف، ومعالجته لمختلف المسائل بأسلوب علمي دقيق يكشف عن الإحاطة وبعد النظر.
وأما بقية فصول الكتاب، فقد تناول فيها المؤلف مسائل التوحيد والنبوة والمعاد بشكل مختصر، ولذا يمكن القول بأن هذا الكتاب وضع في البحث حول مسألة الإمامة وما يتعلق بها، وما عداها فإنما ذكر استطرادا. ولعل في تسمية المؤلف الكتاب ب " سفينة النجاة " تأييدا لما ذكرنا، حيث اقتبسها من حديث السفينة المشهور.
ورحم الله المؤلف فقد بذل جهدا جبارا في إظهار الحق، وساهم في كشف بعض الغموض، وأزاح الستار عن كثير من الحقائق، نصرة للدين وتثبيتا للعقيدة، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
صفحه ۱۶
ترجمة المؤلف اسمه ونسبه:
هو المولى محمد بن عبد الفتاح التنكابني المازندراني، المشتهر بسراب.
الاطراء عليه:
قال أستاذه المحقق السبزواري في إجازته له في وصفه: المولى الأجل الفاضل العالم التقي... مولانا الخ (1).
وقال العلامة المجلسي في إجازته في وصفه: المولى الفاضل، التقي الزكي الألمعي اللوذعي الخ (2).
وقال السيد حسين الموسوي الخوانساري: الأعلم الأورع الأتقى الأفضل الأكمل المستغني بشهرته عن التعريف والتوصيف، محمد بن عبد الفتاح التنكابني (3) قال المحقق الخوانساري في الروضات: العالم الرباني، والفاضل الصمداني مولانا محمد بن عبد الفتاح التنكابني المازندراني، المشتهر بسراب، قدس الله منه المضجع والمآب، كان من أفاضل تلامذة سمينا الفاضل الخراساني، ماهرا في الفقه والأصولين، وعلم المناظرة وغيرها (4).
وقال في قصص العلماء: اسم وى در كتاب قوانين در حاشيهء منه مذكور داشته،
صفحه ۱۷
وفي الحقيقة محقق است، واسمش در كتب علميه وكتب إجازات مذكور است (1).
وقال في ريحانة الأدب: مولى محمد بن عبد الفتاح تنكابني طبرسي از أكابر علماى اماميه قرن دوازدهم هجرت، واز معاصرين صاحب ذخيرة، مجلسي، شيخ جعفر قاضي، آقا جمال خوانساري، ونظائر ايشان بوده (2).
وقال في تذكرة القبور: مرحوم آخوند از علماء وفضلاء كاملين بوده الخ (3).
وقال في طبقات أعلام الشيعة - الكواكب المنتشرة في القرن الثاني بعد العشرة -:
الفقيه الفيلسوف الأديب، كان في الفقه تلميذ المحقق السبزواري، وفي الفلسفة كان يعد من المدرسة المعتدلة الملتئمة نسبيا مع الحكومة، مدرسة رجب علي التبريزي المتخلص واحد، المعارض للمدرسة الصدرائية الحادة، ولذلك نرى العلامة النوري في الفيض القدسي يعده السادس والعشرين من تلاميذ المجلسي، أي: أنه كان من أركان جامعة أصفهان بزعامة معاصره المجلسي (4).
وقال في معجم المؤلفين: محمد بن عبد الفتاح التنكابني المازندراني الشيعي، الشهير بسراب، متكلم أصولي (5).
كراماته:
قال في الروضات: ومن جملة ما ذكره لي بعض أحفاده الصالحين وعلمائنا المعاصرين، وفيه من الكرامة له ما لا يخفى، حكاية أنه خرج في بعض زمن عمره الرقراق إلى زيارة أئمة العراق، عليهم سلام الله إلى ميعاد يوم التلاق، فجعل يرى
صفحه ۱۸
واحدا يمشي أمام راحلته متى ما يركب، ويغيب عن النظر في المنزل.
فسأل يوما بعض أهل القافلة عن حال ذلك الرجل، فقيل له: إنه كلما يأتي المنزل يأخذ منا شيئا من الطعام، ثم لا يبصره إلى أوان الرحيل، فازداد جناب الآخوند بذلك تعجبا، وانتظر زمن التحويل في الليلة الآتية.
فلما جاء الوقت رآه قد حضر، وجعل يمشي بين يديه على سياقه السابق، فأخذ جنابه في هذه المرة النظر في أطراف الرجل، وتأمل في كيفية مسيره، فظهر أنه يمشي على الهواء، ولا يمس برجليه الأرض، فأوجس في نفسه خيفة من عظم ما رآه.
ثم طلب الرجل وسأله عن حقيقة أمره، فقال: أنا رجل من الجن، وكنت قد عاهدت الله تعالى لئن نجاني الله من كربة عظيمة كانت قد نزلت بي أخرج ماشيا إلى زيارة مولانا الحسين (عليه السلام) في موكب واحد من علماء الشيعة، فلما سمعت بخبر خروجك إلى هذه الزيارة، اغتنمت الفرصة، وألحقت نفسي بخدمتك وصحبتك كما ترى.
فسأله المولى عن واقعة ذلك الطعام الذي كان يأخذه من القافلة حين وروده على المنازل، مع أنه ليس بأكله كصنع مشاكله، فقال: أنا آخذه وأبذله لفقراء القافلة، فقال: وأي شئ يكون طعامكم معاشر الجن؟ قال: متى نجد وجها مليحا وجسدا صحيحا من بني آدم نضمه إلى صدورنا، ونشمه من غاية حبورنا، ونتقوى بذلك كما يتقوى الآدميون بطعامهم وشرابهم، فمهما ترون في أحد من أولئك اختلالا في الدماغ والعقل ووحشة في الصدر والرأس، فهو من أثر ذلك المس، وعلاج ذلك أن يؤخذ لصاحب هذه العلة شئ من ماء السداب، وإن كان ممزوجا بالخل فهو أحسن، ويقطر قطرة منه في أحد منخريه، فإنه يقتل ذلك الجني الذي قد أصاب، ويبرأ هو بإذن الله.
قال: فمضى من ذلك زمان، ثم إنه اتفق أنا وردنا في بعض المنازل على رجل من
صفحه ۱۹
أرباب المنزلة والشأن، كان يقوم بحق إكرامنا، وحسن الخدمة لنا ولأقوامنا، فجاء صاحبنا الجني إلي وسألني أن آمر صاحب المنزل بأن يذبح ديكا لضيافتنا، ديكة بيضاء كانت في داخل الدار، فسألناه أن يفعل.
فلما فعل لم تلبث هنيئة حتى أن ارتفع البكاء والضجيج والواعية الشديدة من أهل بيت الرجل، وجاء هو إلينا حزينا مكروبا وقال: إنا لما ذبحنا الديكة المذكورة عرض على بعض فتياتنا شبه الجنون، فسقطت مغشيا عليها على الأرض، ونحن الآن حائرون في أمر الامرأة ومعالجة دائها.
قال: فقلت للرجل: لا تعجل ولا توجل، فإن دواء بنتك المصروعة عندنا، ثم قلت: ائتوني بقليل من السداب، فمزجته بالماء وقطرت منه قطرات في أحد منخريها، فقامت من ساعتها صحيحة سالمة، وسمعت واحدا هنالك لا يرى شخصه يئن ويقول: أوه لقد قتلت نفسي بكلمة خرجت من لساني، وسر قد أذعته عند رجل من بني آدم، ثم إني لم أر بعد ذلك الرجل الذي كان يمشي دائما أمام القافلة، فعلمت أنه الذي كان قد أصاب الجارية، فقتل باستعمال ماء السداب. وهذه الحكاية من عجب العجاب، والعهدة على ناقلها إلى مؤلف هذا الكتاب (1).
تآليفه القيمة:
له (قدس سره) مصنفات ورسائل متعددة في فنون شتى بالعربية والفارسية، وهي:
1 - سفينة النجاة، الكتاب الذي بين يديك.
2 - ضياء القلوب، بالفارسية في خصوص الإمامة وإثبات مذهب الحق في فرق هذه الأمة.
صفحه ۲۰
3 - الرسالة الفائقة الرائقة في اثبات وجود الصانع القديم بالبرهان القاطع القويم.
4 - رسالة في عينية وجوب صلاة الجمعة في زمان الغيبة.
قال في الطبقات: وأربع رسائل في وجوب الجمعة، ألف بعضها بأمر استاديه السبزواري، والشيرواني، وذلك بعد رجوع الحكومة الصفوية عن تأييدها لإقامة الجمعة، ومهدت الطريق لتشكيل المؤتمر الذي أقامها الوزير عليخان زنگنه بأمر الشاه سليمان في إحدى سنة (1086 - 1090) للبت في حكم صلاة الجمعة، ومعه زميله سعيد الرودسري، ممثلين عن أستاذهما، فألف المترجم له عدة رسائل ردا على المعارضين في المؤتمر .
5 - رسالة في الرد على رسالة المولى عبد الله التوني في القول بحرمة صلاة الجمعة.
6 - رسالة في الرد على رسالة المولى علي رضا تجلي في القول بحرمة صلاة الجمعة.
7 - رسالة فارسية في الرد على المحقق الخوانساري في حرمة صلاة الجمعة.
8 - رسالة عربية في الرد على المحقق الخوانساري في حرمة صلاة الجمعة.
9 - رسالة في مسألتي الاجماع وخبر الواحد.
قال في أعيان الشيعة: تدل على كمال فضله، ثم ذكر بعض عبارات الرسالة.
10 - رسالة في حكم رؤية الهلال قبل الزوال، وأنها هل يلحق اليوم بالشهر السابق أو اللاحق.
11 - التعليقة على زبدة البيان في تفسير آيات الأحكام للمقدس الأردبيلي.
12 - التعليقة على أصول المعالم للشيخ حسن بن الشهيد الثاني.
13 - التعليقة على كتاب المدارك.
14 - التعليقة على ذخيرة المعاد لأستاده المحقق السبزواري.
15 - التعليقة على شرح اللمعة.
16 - التعليقة على المحاكمات.
صفحه ۲۱
17 - رسالة في أصول الدين.
مشايخه ومن روى عنهم:
1 - المحقق المولى محمد باقر السبزواري. وله إجازة منه في سنة 1081 ه ق.
يروي عنه بحق روايته، عن السيد نور الدين علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي، الراوي عن أخويه الفقيهين من جهة الأم والأب صاحبي المعالم والمدارك، حسبما أشير إليه في ذيل ترجمتهما أيضا. وبحق روايته أيضا عن الشيخ يحيى بن الحسن اليزدي، والمولى مقصود بن زين العابدين الأسترآبادي، والسيد حسين بن السيد حيدر الكركي، عن شيخهم الأجل الأفضل بهاء الدين محمد العاملي ثم الأصفهاني.
2 - الشيخ علي بن الشيخ محمد المشهدي، المشهور بالشيخ علي الصغير، في مقابل الشيخ علي بن الشيخ محمد الشهيدي العاملي، عن السيد نور الدين علي بن أبي الحسن الموسوي.
3 - العالم الرباني مولانا محمد علي الأسترآبادي والد المولى محمد شفيع الذي هو من تلامذة مولانا العلامة المجلسي.
4 - مولانا العلامة محمد باقر المجلسي (رحمه الله). وله إجازة منه في سنة 1072 ه ق.
5 - المولى الآقا حسين المحقق الخوانساري.
تلامذته ومن يروي عنه:
1 - الشيخ زين الدين بن عين علي الخوانساري، الراوي أيضا بالإجازة عن الفاضل الأمير محمد حسين الحسيني الخواتون آبادي ابن بنت العلامة المجلسي.
2 - المولى محمد شفيع اللاهيجاني.
3 - ولده الفاضل المولى محمد صادق التنكابني.
4 - ولده الآخر الفاضل المولى محمد رضا التنكابني.
قال المحقق الخوانساري في الروضات: وعندنا صورة الإجازة بخطه الشريف
صفحه ۲۲