ويتشجع المتحدث: هل يعرف مثلا فلان باشا أن خصمه وعدوه فلان باشا كان صديقا لعبد السميع، ويتردد على داره قبله؟
ويجيب أحدهم: طبعا يعرف ... ولكن ما المانع ... إنه يعرف أكثر من ذلك، يعرف أن صداقته لعبد السميع مرهونة ببقائه في الوزارة، ولكن هل يضيع الفرصة؟ - فرصة؟ أية فرصة؟ - فرصة التمتع بصداقة عبد السميع بك، وأسرة عبد السميع بك.
ويضحك الجميع ...
ويسحب الليل ذيوله في أعقاب الغروب، وتكف الجماعة عن أحاديث عبد السميع، وتنهمك في لعب النرد ومطالعة الصحف.
ونعود نحن إلى بيت عبد السميع بك ... إن إحدى حجرات البيت مضاءة، وفيها يجلس عبد السميع بك وحده ليطالع الصحف أيضا، إنه لا يتمتم بالاحتجاج ... ولا يعروه انفعال ... إنه هادئ لا يبدو عليه الغضب، وسعدية ليست معه، لقد جلست في حجرتها مع صديقتها اعتدال ... ونسمع مرة أخرى اسم عبد السميع.
نسمعه مقرونا بشيء من السخرية ... ليس عبد السميع بك كما يسميه أصحابنا على المقهى ... وإنما ... سي عبد السميع.
تقول سعدية لصديقتها: سي عبد السميع حيعمل راجل على آخر الزمن ... تصوري إنه بيعاتبني لأني أقف كثيرا في النافذة ... وفي كل مرة أقف فيها بيكون الشاب الساكن أمامنا واقفا بالمصادفة في النافذة المقابلة.
وتقول صاحبتها في خبث: صحيح بالمصادفة؟
وتضحك سعدية قائلة: أنت شقية؟ - من؟ - محسن أمين الساكن أمامنا؟ - عاجبك؟ - شاب لطيف ... مش الخناشير بتوع عبد السميع ...
وتقول اعتدال، وهي لا تقصد شيئا: على فكرة مبروك لعبد السميع بك الترقية الجديدة.
صفحه نامشخص