لو عرف أخوه إلى أي مدى كانت قصته معها قد وصلت ... لو عرف أن السهرة الحمراء لم تكن في قصته ... ترى كيف كان يضحك ... وبمن كان يسخر؟
وانتهت درجات السلم، ومرت بخاطره شتى الصور ... أما هي فاتجهت يمينا إلى مكانها دون أن تراه، وأما هو فقد رأى الرواية تلك الليلة، وقد اختلطت مناظرها بمناظر قصته معها ... طالما رفع نظارته ومسح زجاجها ليرى ما على الشاشة في وضوح ناسيا أن الضباب كان على عينيه، وليس على زجاج منظاره ... في تلك الليلة بالذات عادت إليه حيرته، فلم يأو إلى فراشه، وإنما لجأ إلى حجرة مكتبه، وجلس يستعيد القصة إلى ما قبيل الختام، يستعيدها منذ رفع الستار ...
المنظر: مكتب الأستاذ وصفي عبد الحميد حيث كان يتمرن منذ أتم دراسة الحقوق ... يدخل الخادم معلنا قدوم سيدة تطلب لقاء الأستاذ وصفي في إلحاح ...
هو :
ولم تسألني أنا يا أبله؟ ماذا قال لك الأستاذ؟
الخادم :
قال لي إنه أنكر وجوده على الزبائن جميعا ... وهددني بالفصل إن دخلت أنا أو أحد الزبائن عليه في مكتبه قبل الساعة التاسعة.
هو :
إذن تصرف ...
وتصرف الخادم ... ووجد نفسه وجها لوجه أمامها، أمام ماجدة عبد الرءوف، ماجدة التي رأى صورتها اليوم فقط في حفلة جمعية رعاية اليتامى تتوسط رهطا من العظماء، وهي تبيعهم الزهور بالجنيهات لصالح اليتامى ... ماجدة التي ارتبط اسمها بعشرات القصص خلال الأعوام القليلة الماضية ... قصص المغامرات المثيرة مع كبراء ونجوم المجتمع ... آخر هذه القصص كان حديث الناس منذ أسابيع، قصة هيام عبد اللطيف باشا سعد بها، وكيف استعانت زوجته بالبوليس لتستخلصه من أنياب ماجدة، وتخرجه من شقتها الأنيقة بعد منتصف الليل ... فضيحة لم تنشرها الصحف لمركز عبد اللطيف باشا الخطير، ونشرتها ألسنة الناس لنفس السبب ... وجها لوجه أمام فتاة الغلاف لصفحة الإشاعات في كتاب المجتمع.
صفحه نامشخص