لم تكن آفريل قد فكرت للحظة في إفشاء أسرار جينين، إن كانت تلك أسرارا على الإطلاق. كانت معتادة على سرد جميع المعلومات التي حصلت عليها، جميع الحكايات المثيرة - في المنزل في شقة شارع هورون، في الكابينة على ظهر السفينة - إلى باجز. كانت تخبرها بكل الحكايات. كانت باجز نفسها رائعة في حث الآخرين على إخراج ما لديهم، كانت تتلقى أسرارا خطيرة معقدة من مصادر غير محتملة. حتى الآن بقدر ما تعرف آفريل، لم تحتفظ بأي شيء سرا.
قالت باجز إن جينين كانت نوعا من البشر مألوفا لها. واجهة براقة من الخارج وكارثة من الداخل. قالت لآفريل إن من الخطأ الاقتراب منها كثيرا، لكنها تظل هي نفسها شخصية ودودة إلى حد كبير. حكت لجينين قصصا كانت آفريل قد سمعتها من قبل.
أخبرتها عن والد آفريل، الذي لم تصفه بالأحمق أو المحب، بل بالتافه العجوز الحذر. كان عجوزا بالنسبة لها، في الأربعينيات من عمره. كان طبيبا في نيويورك. كانت باجز تعيش هناك، كانت مغنية شابة تحاول أن تشق طريقها. ذهبت إليه تشكو من التهاب بالحلق، الحلق الملتهب هو مصدر القلق الأكبر في حياتها.
قالت باجز: «العين، والأذن، والأنف، والحلق. كيف كان لي أن أعلم أنه لن يتوقف عند ذلك؟»
كانت لديه عائلة. بالطبع. جاء إلى تورونتو، لمرة واحدة، في مؤتمر طبي. رأى آفريل. «كانت تقف في سريرها، وعندما رأته أطلقت صراخا مشئوما. قلت له: هل تعتقد أنها أخذت عني صوتي؟ لم يكن مزاجه يسمح بالمزاح. أخافته. هذا التافه العجوز الحذر. أظن أنه لم يخطئ إلا في تلك المرة.
أستخدم دوما لغة السباب. أحبها. كنت أحبها قبل أن تصبح شيئا شائعا جدا بوقت طويل. عندما بدأت آفريل في الذهاب إلى المدرسة، هاتفتني المعلمة وطلبت مني المجيء لأتحدث معها. قالت إنها قلقة حيال بعض الألفاظ التي كانت تستخدمها آفريل. عندما كانت آفريل تقصف قلمها أو تكسر أي شيء، كانت تقول: «أوه! اللعنة!» أو ربما كانت تقول: «أوه! تبا!» كانت تقول أي شيء كانت معتادة على سماعه مني في المنزل. لم أحذرها من ذلك قط. كنت أظن أنها ستدرك ذلك. لكن كيف لها أن تدرك ذلك؟ آفريل المسكينة. كنت أما بالغة السوء. لم يكن ذلك هو أسوأ ما في الأمر. هل تظنين أنني اعترفت بالأمر لتلك المعلمة وقلت لها إنها سمعت هذه الألفاظ مني؟ بالطبع لا! كنت أتصرف كسيدة مجتمع. أوه، يا عزيزتي. أوه، أقدر تماما إخبارك إياي بالأمر. أوه، يا عزيزتي. أنا شخص فظيع. كانت آفريل تعرف ذلك دوما. أليس كذلك، يا آفريل؟»
قالت آفريل: بلى. •••
في اليوم الرابع، توقفت باجز عن الذهاب إلى غرفة الطعام لتناول العشاء.
قالت: «ألاحظ أن بشرتي تتحول إلى اللون الرمادي بعض الشيء حول أنفي في ذلك الوقت. لا أريد أن أخذل الأستاذ الجامعي. ربما لا يكون متيما هكذا بالنساء الأكبر سنا مثلما يقول.»
قالت إنها أكلت ما يكفي في الإفطار والغداء. وأضافت: «كان الإفطار دوما أفضل الوجبات لدي. وهنا أتناول إفطارا عظيما.»
صفحه نامشخص