قالت أنطوانيت: «لا أعرف مدى سهولة أن تجد أحدا في أي مكان بالنسبة لها ... في وضعها ذلك.»
قالت هازل: «لا يهم هذا الأمر كثيرا هذه الأيام ... تنجب الفتيات أولا ثم تتزوجن لاحقا. نجوم السينما، الفتيات العاديات أيضا. طوال الوقت. لا يهم هذا.»
قالت أنطوانيت: «أعتقد أن هذا أمر مهم هنا ... لسنا نجوم سينما هنا. سيفكر الرجل مرتين قبل أن يقترن بفتاة كتلك. سيفكر في عائلته. سيكون الأمر بمثابة إهانة لأمه. سيظل الأمر بمثابة إهانة لها حتى لو لم تكن تعرف أي شيء عن الأمر. وإذا كان عمل الرجل يعتمد على التعامل مع الناس، فيجب عليه التفكير في ذلك أيضا.»
أوقفت السيارة على جانب الطريق. قالت: «أستميحك عذرا.» ثم خرجت من السيارة وسارت في اتجاه الجدار الحجري. انحنت إلى الأمام. هل كانت تبكي؟ لا، كانت تتقيأ. كان كتفاها منحنيتين ومرتعشين. تقيأت على الحائط وعلى الأوراق المتساقطة لأشجار البلوط. فتحت هازل باب السيارة وأسرعت نحوها، لكن أنطوانيت أشاحت إليها بالابتعاد بيد واحدة.
صوت التقيؤ البائس المألوف، وسط سكون الريف، والأمطار الضبابية.
انحنت أنطوانيت إلى الأسفل وتمسكت بالجدار لبرهة، ثم استقامت وعادت إلى السيارة وجففت آثار التقيؤ بمنديل وهي ترتجف، لكن في عناية.
قالت: «يحدث هذا لي ... عندما أصاب بنوبات الصداع التي تنتابني.»
قالت هازل: «هل ترغبين في أن أقود السيارة؟» «لست معتادة على القيادة في هذا الجانب من الطريق.» «سأقود بحرص.»
تبادلتا مكانيهما - تفاجأت هازل بموافقة أنطوانيت - وقادت هازل السيارة ببطء، بينما كانت أنطوانيت جالسة مغمضة العينين معظم الوقت ويداها موضوعتان على فمها. حالت بشرتها إلى اللون الرمادي من خلال المكياج الوردي. لكن قرب حدود المدينة، فتحت عينيها وأنزلت يديها وقالت شيئا من قبيل «هذه كاثو.»
كانتا تمران بحقل خفيض بحذاء النهر. قالت أنطوانيت في عجلة، مثلما يفعل شخص يخشى أن تنتابه نوبة تقيؤ أخرى: «هذا هو المكان في تلك القصيدة ... الذي تخرج منه الفتاة وتفقد عذريتها، وهكذا.»
صفحه نامشخص