تستيقظ، جافلة، في ضوء النهار المبكر. تظن أن ثمة غرابا كبيرا يجلس على حافة نافذتها، يتحدث على نحو استنكاري لكن غير مندهش عن أحداث الليلة السابقة. «استيقظي وحركي عربة اليد!» يقول لها، مؤنبا، وتفهم أنه يعني شيئا آخر ب «عربة اليد»، شيئا سيئا ومحزنا. ثم تستفيق ولا ترى أي غراب. تنهض من الفراش على الفور وتنظر من النافذة.
يوجد كومة شاحبة تركن في الأسفل قبالة سياجها - جسد إنسان. «عربة يد.»
تضع روبا فوق رداء نومها وتنزل إلى الأسفل. لا يزال الضوء في الغرف الأمامية ضعيفا جدا، ستائر المطبخ منسدلة. يصدر صوت «بلوب بلاب» على نحو متمهل، صوت ناقد، يذكرها بحديث الغراب. ليس هذا إلا عصير الكرم، تتساقط قطراته خلال الليل. تجذب مقبض الباب وتخرج من الباب الخلفي. تنسج العناكب خيوطها فوق المدخل ليلا، وزهور الخطمي تتدلى مثقلة بالندى. عند السياج، تفرج بين زهور الخطمي اللزجة وتنظر إلى الأسفل كي ترى.
ترى جسد امرأة مكوما هناك، مقلوبة على جانبها، ووجهها مسحوق في الأرض. لا تستطيع ألميدا أن ترى وجهها. لكن هناك نهدا عاريا، بحلمة بنية اللون بارزة مثل حلمة ضرع بقرة، ومؤخرة ورجلا عاريين، يظهر في المؤخرة جرح في حجم زهرة دوار شمس. لون البشرة غير المجروحة مائل للرمادي، مثل دبوس دجاجة نيء منزوع. ترتدي شيئا مثل رداء نوم أو فستان عادي. رائحتها قيء. بول، شراب، قيء.
وهي حافية القدمين، مرتدية رداء النوم والروب الشفاف، تعدو ألميدا هاربة. تجري حول جانب منزلها بين أشجار التفاح والشرفة. تفتح البوابة الأمامية وتهرب عبر شارع دوفرين إلى منزل جارفيس بولتر، الأقرب إليها. تخبط بباطن يدها الباب عدة مرات.
تقول عندما يظهر جارفيس بولتر أخيرا: «هناك جسد امرأة.» يرتدي بنطاله ذي اللون الداكن، الذي ترفعه حمالات، وقميص نصف مفتوح، وجهه غير حليق، شعره واقف في رأسه. «سيد بولتر، عذرا. هناك جسد امرأة، عند بوابتي الخلفية.»
ينظر إليها مليا: «هل هي ميتة؟»
نفسه بارد، ووجهه مكفهر، وعيناه شديدتا الاحمرار.
تقول ألميدا: «نعم، أعتقد أنها قتلت.» تستطيع أن ترى جزءا من القاعة الأمامية الكئيبة بمنزله بينما تستقر قبعته على أحد المقاعد. تقول وهي تجاهد في أن تجعل صوتها خفيضا ومفهوما: «استيقظت ليلا. سمعت صوت جلبة آتية من شارع بيرل. كنت أستطيع سماع هذا - شخصين. كنت أستطيع سماع رجل وامرأة يتشاجران.»
يلتقط قبعته ويضعها على رأسه. يغلق ويحكم إغلاق الباب الأمامي بالمفتاح، ويضع المفتاح في جيبه. يسيران معا على الممر وترى أنها حافية القدمين. تحجم عن قول ما تشعر أنها تحتاج لأن تقوله بعد ذلك؛ أنها مسئولة عما حدث، كان بإمكانها الخروج بمصباح، كان بإمكانها الصراخ (لكن من عساه كان في حاجة إلى مزيد من الصراخ؟) كان بإمكانها إبعاد الرجل. كان بإمكانها طلب المساعدة آنذاك، لا الآن.
صفحه نامشخص