قالت أمها إنها لم تدع أنيتا تعلم بالأمر. كان كل ذلك قد حدث ولم تكن قد قالت شيئا لها على الإطلاق. كانت قد منحت مارجوت فائدة الشك. لكن لم يعد هناك أي شك. وردت الأنباء أن تيريسا حاولت أن تسمم نفسها. لكنها تعافت بعد ذلك. أغلق المتجر. كانت تيريسا لا تزال تعيش هناك، لكن كان رويل قد اصطحب مارجوت معه وكانا يعيشان معا هنا، في والي. في غرفة خلفية في مكان ما، في منزل أصدقاء له. كانا يعيشان معا. كان رويل يذهب إلى العمل في الجراج كل يوم؛ لذا يستطيع المرء أن يقول إنه كان يعيش معهما معا. هل سيسمح له بقيادة الحافلة المدرسية مستقبلا؟ ليس على الأرجح. كان الجميع يقول إن مارجوت حبلى. لم تحصل تيريسا على أي شيء.
قالت والدة أنيتا: «ألم تطلعك مارجوت على الأمر قط؟ لم ترسل إليك أي رسالة أو أي شيء طوال الوقت الذي كنت تقيمين فيه هنا؟ من المفترض أنها صديقتك!»
كان ينتاب أنيتا شعور بأن أمها كانت غاضبة منها ليس فقط لأنها كانت تصادق مارجوت، وهي فتاة ألحقت العار بنفسها، لكن لسبب آخر أيضا. كان لديها شعور أن أمها كانت ترى الشيء نفسه الذي كانت تستطيع أن تراه: أنيتا غير كفؤ، يتم تخطيها وتجاهلها، ليس فقط من قبل مارجوت بل من الحياة نفسها. ألم تشعر أمها بحالة من خيبة الأمل الغاضبة لأن أنيتا لم تكن الفتاة المختارة، وكانت الفتاة التي كانت المآسي تكتنفها والفتاة التي تحولت إلى امرأة وسحقها هكذا موج مرتفع في الحياة؟ لن تقر بذلك أبدا. ولم تسطع أنيتا أن تقر بأنها كانت تشعر بإحباط كبير. كانت طفلة، لا تعرف شيئا، غدرت مارجوت بها، مارجوت التي اتضح أنها كانت تعرف الكثير. قالت عابسة: «سئمت من الحديث.» كانت تتظاهر بأنها ترغب في النوم، حتى تتركها أمها.
ثم رقدت متيقظة. رقدت متيقظة طوال الليل. قالت الممرضة التي جاءت اليوم التالي: «حسنا، ألا تبدين وكأننا في نهاية العالم؟! أيؤلمك ذلك الجرح؟ هل تحتاجين لتناول تلك الأقراص مجددا؟»
قالت أنيتا: «أكره المكان هنا.» «حقا؟ حسنا، لم يتبق سوى يوم واحد حتى تستطيعي العودة إلى المنزل.»
قالت أنيتا: «لا أعني المستشفى ... أعني «هنا». أريد أن أرحل وأعيش في مكان آخر.»
لم تبد أي أمارات اندهاش على الممرضة. قالت: «هل أتممت صفك الثاني عشر؟ ... حسنا. يمكنك التدرب لتصبحي ممرضة. لن يكلفك الأمر إلا شراء الأشياء الضرورية حتى تصبحي كذلك؛ لأنه يمكنك العمل دون مقابل أثناء تدربك. ثم، يمكنك الرحيل والحصول على وظيفة في أي مكان. يمكنك أن تذهبي إلى أي مكان في العالم.»
كان ذلك هو ما كانت مارجوت قد أخبرتها به. الآن، صارت أنيتا من سيصبح ممرضة، لا مارجوت. اتخذت قرارها ذلك اليوم. لكنها كانت تشعر أن هذا الخيار لم يكن إلا ثاني أفضل الخيارات. كانت تفضل أن يجري اختيارها. كانت تفضل أن يختارها رجل وتتقيد برغباته والمصير الذي يقرره لها. كانت تفضل أن تكون محور فضيحة. •••
قالت مارجوت: «هل تريدين أن تعرفي؟ ... هل تريدين حقا أن تعرفي كيف حصلت على هذا المنزل؟ أعني، لم أسع إلى امتلاكه إلا حين صرنا قادرين على تحمل تكاليف العيش فيه. لكن مثلما تعرفين الرجال، تكون البداية دوما مختلفة. كنت في البداية أعيش في أماكن في منتهى السوء. كنا نعيش في أحد الأماكن، لم تكن هناك إلا هذه الأشياء، أتعرفين تلك الأشياء تحت البسط، على الأرضية؟ تلك الأشياء بنية اللون المشعرة مثل جلد منزوع من وحش؟ لا عليك سوى النظر إليها وستشعرين بأن ثمة شيئا يزحف على جسدك. كنت أشعر بالغثيان والمرض طوال الوقت على أي حال. كنت حبلى في جو. كان ذلك خلف مقر شركة تويوتا الآن، والذي لم يكن كذلك حينها. كان رويل يعرف صاحب البيت. بالطبع. حصلنا على المكان بسعر رخيص.»
لكن جاء يوم، قالت مارجوت، جاء يوم قبل خمس سنوات، لم تكن ديبي قد وصلت لسن المدرسة بعد. كان ذلك في شهر يونيو. كان رويل مسافرا في العطلة الأسبوعية، في رحلة صيد في شمال أونتاريو. في النهر الفرنسي، شمال أونتاريو. تلقت مارجوت مكالمة هاتفية لم تخبر أحدا بها. «هل هذه هي السيدة جولت؟»
صفحه نامشخص