أجابت مارجوت: «حسنا، وضعه أحدكم بالأمس، وذهب إلى المسبح، أنا متأكدة تماما ... لذا، أعتقد أن أحدكم قد جاء متسللا من الشاطئ، أليس كذلك؟»
وصلت ابنتها ديبي إلى المنزل قادمة من درس الرقص وعرضت عليهم الزي الذي كانت سترتديه عندما ستقدم مدرسة الرقص عرضا في المركز التجاري. كانت ستجسد شخصية يعسوب. كانت تبلغ عشرة أعوام، شعرها بني، ممتلئة الجسد مثل مارجوت.
قالت مارجوت: «أيها اليعسوب القوي الجميل.» وهي تتأرجح في مقعد الشرفة. لم تثر ابنتها الطاقة الجدالية التي أثارها أبناؤها الآخرون فيها. حاولت ديبي أن تتناول رشفة من السانجريا، غير أن مارجوت ربتت على كتفها لتنصرف.
قالت: «هيا اذهبي واجلبي لنفسك شرابا من الثلاجة ... اسمعي. هذا حديث ودي. حسنا؟ لماذا لا تهاتفين روزالي؟»
ذهبت ديبي، وهي تشتكي بصورة تلقائية. «أتمنى ألا أجد ليمونا ورديا . لماذا تصنعين دوما ليمونا ورديا؟»
نهضت مارجوت وأغلقت الأبواب الجرارة في المطبخ. قالت: «هدوء ... اشربي. سأجلب بعض السندويتشات بعد فترة.» •••
يأتي الربيع في هذا الجزء من أونتاريو في عجلة. يتكسر الثلج إلى قطع مطحونة، متلاطمة على أسطح الأنهار وبحذاء شاطئ البحيرة؛ ينزلق تحت الماء في البركة ويحول لون المياه إلى اللون الأخضر. يذوب الجليد وتفيض الجداول، وفي وقت قصير جدا يأتي يوم يدفئ الطقس؛ فيفتح المرء معطفه ويضع وشاحه وقفازه في جيوبه. لا تزال هناك ثلوج في الغابات عندما يخرج الذباب الأسود ويظهر قمح الربيع.
لم تكن تيريسا تحب الربيع أكثر من الشتاء. كانت البحيرة أكبر مما ينبغي، والحقول أكثر اتساعا مما ينبغي، وحركة المرور سريعة أكثر مما ينبغي على الطريق السريع. أما وقد صار الصباح أكثر دفئا، لم تعد مارجوت وأنيتا في حاجة إلى المتجر. سأمتا من تيريسا. قرأت أنيتا في إحدى المجلات أن القهوة تغير من لون الجلد. تحدثتا عما إذا كانت عمليات الإجهاض قد تتسبب في تغييرات كيمائية في الدماغ. كانتا واقفتين خارج المتجر، تتساءلان عما إذا كان يجب عليهما الدخول، تأدبا. أتت تيريسا إلى الباب ولوحت لهما. لوحتا في المقابل بتحريك أيديهما قليلا على نحو ما يلوح رويل كل صباح؛ رافعا يدا واحدة فقط من عجلة القيادة في اللحظة الأخيرة قبل أن ينحرف بالحافلة إلى الطريق السريع.
كان رويل يغني في الحافلة في عصر أحد الأيام بعد أن أوصل جميع من كان في الحافلة. كان يغني: «كان يعلم أن العالم مستدير ... امممم، ويمكنه أن يعثر عليها.»
كان يغني كلمة في السطر الثاني بطريقة خافتة جدا بحيث لم يتمكنا من سماعها. كان يفعل ذلك عمدا، مغيظا الجميع. ثم، ردد ما كان يغني ثانية، بصوت مرتفع وواضح بحيث لم يكن يصعب تمييز ما يقول. «كان يعلم أن العالم مستدير،
صفحه نامشخص