تقول روث آن: «اجلسي واستريحي، لماذا أنت هكذا؟» حاملة مشروبات فترة ما قبل المساء. يتناول موريس ويسكي وماء، وتتناول جوان وروث آن الرم البيضاء والصودا، صار حب هذا الشراب مبعثا على المزاح والرابطة المأمولة بين المرأتين اللتين تدركان أنهما ستحتاجان شيئا.
تجلس جوان وتشرب وهي مسرورة، تمرر أصبعها على الصفحة، تتمتم قائلة: «آه، ماذا، آه، ماذا ...»
يقول موريس: «آه، والقوام السماوي!» في تنهيدة ارتياح وشعور عظيم بالرضا.
كانا قد تعلما أن تكون هناك خصوصية لشخصيتهما، حدثت جوان نفسها دون أي شعور بالندم. أبيات الشعر، الرشفة الأولى من الكحول، الضوء المتأخر لما بعد ظهيرة يوم بشهر أكتوبر ربما يجعلها تشعر بالسلام الداخلي، بالراحة. كانا قد تعلما أن يعيرا انتباها خاصا، حساسا لأنفسهما، وهو ما جعلهما يحصلان على أي شيء كانا يريدانه، كان ذلك الحب أو المال، لكن ليس الأمر صحيحا برمته، أليس كذلك؟ موريس قد جرى تهذيبه كثيرا في مسألة الحب، وأصبح معتدلا فيه، وهكذا كانت هي فيما يتعلق بالمال؛ ففي الأمور المالية، ظلت خرقاء.
ثمة مشكلة، رغم ذلك، عقبة في متعتها غير المتوقعة، لا تستطيع العثور على البيت. تقول: «ليس هنا ... كيف لا يمكن أن يكون هنا؟ كان كل شيء أمي تعرفه هنا في هذا الكتاب.» تتناول كأسا أخرى، على نحو ما يتناول أصحاب الأعمال، ثم تحدق في الصفحة، ثم تقول: «أعرف! أعرف!» وفي ثوان معدودة، تعثر على ما تريد؛ تقرأ عليهما في صوت مفعم بالمشاعر الحية: «آه، ماذا يجدي العرق الرفيع؟
آه، والقوام السماوي!
وكل الفضائل، والشمائل،
يا روز آيلمر - روز ماتيلدا - التي كنت تحظين بها!»
كان موريس قد خلع نظارته. قام بذلك الآن أمام جوان، ربما بدأ القيام بذلك من قبل أمام روث آن. يحك الندبة كما لو كانت تثير الهرش. عينه مظلمة، تتخللها خطوط رمادية، يصعب النظر إليها. تحت غشاء الندبة، تبدو عينه جامدة مثل خوخة مجففة أو حجر.
يقول موريس: «هكذا إذن ... إذن، لم أكن مخطئا.»
صفحه نامشخص