وقد تم بناء ضريح الهادي من الحجر الأبيض " الصعدي " بلق ، بلغت عدد مداميكه ( 22 مدماكا ) ، والقبة من الآجر ، وتم كساؤها بمادة القضاض حتى تمنع تسرب المياه إلى داخل الضريح ، ويعتبر تخطيط ضريح الهادي متميزا إذ أنه لم يلتزم المعمار في تخطيطه بتطور الأضرحة ، فتخطيطه يتكون من قاعة وسطية مربعة الشكل تمثل صدر المبنى ، تفتح من ثلاث جهات بواسطة عقود على قاعات مربعة تشمل أضرحة الأحفاد ، وقد جاء هذا التخطيط للحاجة إلى البناء بهذا الشكل إذ بنيت هذه الأضرحة بعد وفاة الإمام الهادي بنحو ( أربعة قرون ) مما جعل الإمام المهدي يأمر بالبناء على الأضرحة والتي كانت مدفونة في وضع غير متناسق ليبنى عليها قبة واحدة مربعة الشكل ، ونتيجة لوضع الدفن فقد عمد المعمار إلى بناء قباب على الجميع والربط بينهم بفتحات العقود من ضريح الهادي ليوثق الصلة ليست بالقرابة فحسب ولا بالجوار في القبور فقط بل زاد في الصلة بالمباني ، فقد فتح المعمار العقود على أضرحة الأبناء والحفيد ، وكأنه يفتح ذراعيه وصدره لهم .
2 الديرة ( السور ) :-
يرجع بناء سور مدينة صعدة إلى عام ( 940 ه القرن السادس عشر الميلادي ) ، وقد تم تأسيسه بأمر الإمام " يحيى شرف الدين " ، وتناقل الرواة أن فترة العمل في بناء السور استمرت ستة أشهر واستخدم في تشييده ( 500 عامل ) من مهن مختلفة ، وشيد السور من مادة الطين الزابور المخلوط بالتبن واتخذ الشكل الدائري المتعرج لتسهيل عملية المراقبة وصد هجمات الغزاة لحماية المدينة ومركز الحكم فيها ، ومقاومة العوامل الطبيعية .
صفحه ۵