سعادت و اسعاد در سیره انسانی
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
سال انتشار
1957 / 1958
ژانرها
ذكر الآفة التي تعرض على السياسة ولا يمكن الإحتراز منها
كان أفلاطن ينسب بعض الأشياء إلى الضرورة قال أبو الحسن والضرورة هي الإتفاقات الواقعة وكان ينسب بعضها إلى السياسة وقال جماعة أهل الفلسفة الضرورة هل الإتفاق وهي البخت وهي السياسة وهي فاعلة الكل به كان ما كان وبه يكون ما يكون وبه هو ما هو وقال أفلاطن البخت نطق عقلي [؟] الكل وقال بعضهم البخت هو قوة روحانية وهو نطق عقلي وهو الذي ينفذ في جوهو الكل وهو اسم الأثيري الذي هو زرع الكل وأقول البخت هو القسمة الذي سبقت من الله لخلقه وهو القدر الذي جرى به القلم وجفت عليه وقال أفلاطن في النواميس الإتفاقات والبخوت هو الناهية الآمرة في كل وقت وهي المغيرة للأحوال فإنها إذا وردت بحرب لم يمكنا أن نتمسك بالسلم وإذا وردت بالأمراض لم يمكنا أن نتمسك بالصحة وربما وقع الوباء الممرض وربما وقع الوباء المميت وربما وقع الجرب المهلك قال أفلاطن أقول إن أمور البشرية أكثرها بخوت على البخت يجري أمر الملاحة وأمر الطب والفلاحة والتجارة والفساد والإضطراب والصلاح والإستقامة إنما تجري على البخوت قال وأقول بأن الله جل وعز هو الذي يجري الأمور كلها ومن الله تكون الإتفاقات والبخوت وقال أرسطوطيلس إنما يقع ما يقع من الفساد بالبخوت النحسة [؟] مال الإستحالات الكثيرة وبالإتفاقات السيئة قال ونقول بأنها لا تضر الفاضل لأنه يعمل في كل حال تستقبله بما يوجبه الرأي فيه في وقته وقال سابور لابنه هومر إن التمست أن لا تحاول أمرا إلا تم على مشيئتك وإن لا تقصد عملا إلا أدركت منه مرادك فقد عظم جهلك لتوقعك وطلبك ما لا سبيل إليه لك ولا لأحد غير الله فإن الأمور إنما تجري بالمقادير والمقادير ليست إليك ولكنه ينبغي إذا التوى عليك جانب من الأمر أو تمنع أن لا تترك ما استحملت لك منه قال واعلم بأن الدنيا ربما أصيبت بغير حزم في الرأي ولا فضل في الدين فإن أصبت فيها حاجتك وأنت مخطئ أو أدبرت عنك وأنت مصيب فلا يحملنك ذلك على مجانبة الصواب ومعاودة الخطأ
القسم الرابع أقسام الرئاسات و العلل الفاسدة منها و أصناف المدن و صورها و أحوال اهلها
قال أبو الحسن
الحمد لله الذي ألذ بالمحبوب وأمتع به مرغما فيه وأوحش بالمكروه وأمض به زاجرا عنه ثم الحمد لله الذي خلق الدنيا بالحكمة البالغة الباهرة وجعلها مرآة للآخرة ومرقاة إليها لينتبه العاقل لمحبوب الآخرة بمحابه التي قد تعجلها ولمكاره الآخرة بالمكاره التي قد ارتمض منها وليعتبر متعظ فيسع في خلاص غيره شكرا لمن خلصه وسببا منه إلى تخليص نفسه فيما أمامه ثم الحمد لله الذي أعطى بما منع وأنس بما أوحش وأوعد بما كره حمدا ثابتا متزايدا وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم كثيرا وبعد فإن كتابنا هذا إنما هو في القسم الرابع من كتابنا في السعادة والإسعاد في السير الإنسانية و نريد أن نبين فيه أقسام الرياسات وعلل الفاسدة منها ونذكر فيه أيضا أصناف المدن وصورها وأحوال أهلها وبالله نستعين في كل أمورنا وإياه نستهدي
القول قي أقسام الرياسات
الرياسة إما أن تكون طبيعية وإما أن تكون عرضية وقال أفلاطن في النواميس الرياسات التي تكون بالطبع أقسام فمنها رياسة الآباء والأمهات على الأولاد ومنها رياسة السادة على العبيد ومنها رياسة الرجال على النساء ومنها رياسة ذوي الأسنان على دونهم ومنها رياسة ذوي النجدة على الضعفاء ومنها رياسة الفاضل على الناقص ومنها رياسة العالم على الجاهل والعرضية ما تكون بالتغلب والحيلة ومنها أن يكون العبد حرا بطبعه المضادة وأقول إن جميع الرياسات المضادة لما ذكرها عرضية كرياسة الأولاد على الآباء والأمهات وكرياسة الأحداث على ذوي الأسنان وكرياسة النساء على الرجال وكرياسة الجهال على العلماء ونقول من وجه آخر الرياسة إما أن تكون عامية وإما خاصية وإما متوسطة وهي التي تكون لها نسبة إلى الطرفين بالخاصية كرياسة الرجل على بدنه وعلى منزله والعامية الرياسة على البدن كرياسة الملك ومنها أيضا الرياسة على المدينة بأسرها والمتوسطة الرياسة على المحلة وعلى القرية ونقول من وجه آخر الرياسة إما أن تكون شريفة وإما خسيسة والرياسة تشرف بوجوه أحدها شرف الرئيس وفضله والآخر شرف المرؤوسين أو كثرتهم والثالث أن تكون جارية على الصواب والصواب أن تكون نحو نفع المرؤوسين واستصلاحهم والخسة يلحقها من الوجوه المقابلة للوجوه الموجبة للشرف وأخسها أن تكون همة الرئيس اجترار المنافع إلى نفسه والإضرار بالمرؤوسين
في أقسام الرياسات وزولاتها من كلام أرسطوطيلس
قال أرسطوطيلس أنواع الهيئة المدنية ثلاثة قال وزوالاتها إلى ثلاثة قال وأعني بزوالاتها فسادها قال فأولها الملك وغرضه ما هو خير لمن يكون تحت رياسته لأنه ذو كفاية في جميع الخيرات وفاضل قال وينتقل إلى المتغلب فإن الملك الرديء يصير متغلبا وغرض المتغلب ما هو خير لذاته في جميع الأمور قال والثانية رياسة الأخيار وغرضهم أن تكون خيرات المدينة مقسومة على الإستيهال والعدل قال وينتقل منهم إلى رياسة قليلين وهم الذين يجعلمون خيرات المدينة وأكثرها لذواتهم ويريدون أن تكون الرياسة أبدا لأقوام بأعيانهم قال والنوع الثالث رياسة الكرامة قال وتنتقل منها إلى رياسة العامة وهاتان متقاربتان وأقول النوع الثالث هو أن يصير الناس لوصي فيقدم في أول الأمر من له فضل يعني تحرما وتكرما ثم يقع التضجر ورغبة كل واحد أن تكون الرياسة له فتنتقل إلى رياسة العامة قال أرسطوطيلس وتشبه رياسة الملك رياسة الآباء على الأولاد لأن الآباء إنما يريدون ما هو خير للأولاد وأما التغلبية فتشبه رياسة السادة على العبيد لأن السادة إنما يريدون من العبيد ما هو خير للسادة لا للعبيد قال وتشبه رياسة الكرامة رياسة الإخوة لأنهم متشابهون وإنما يختلفون بالأسنان فقط قال والمحبة إنما تكون في كل واحدة من هذه على قدر العدل والإحسان وليس في رياسة التغلبية شيء من المحبة فإن كانت فقليل لأن الأشياء التي ليس فيها شيء مشترك للرئيس والمرؤوس ليس فيها محبة
في الأحوال التي تتقلب عليها الرياسات من قول أفلاطن
صفحه نامشخص