سعادت و اسعاد در سیره انسانی
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
سال انتشار
1957 / 1958
ژانرها
بيان أن الرئيس إذا لم يكن فاضلا فإنه لا ينفع ويضر مع ذلك المضرة العظيمة من قبل أنه يفسد الرعية
قال أفلاطن فساد كل مساس ومرؤوس إنما يكون بالسائس والرائس فأن الرائس إن كان على ما ينبغي تربا المرؤوس على ما ينبغي وإن لم يكن على ما ينبغي تربا المرؤوس على ما لا ينبغي قال وكذلك هذا في كل مصنوع ومفعول فإنه على قدر حال الفاعل في الحذق بالصنعة وفي تجويد الفعل يكون حال المفعول والمصنوع قال وإنما البلاء كل البلاء أن تكون الرياسة للعالي في المرتبة لا للعالي في الحكمة قال وإن ااعالي في المرتبة قل ما يستشير وإن استشار طلب ما يهوى لا ما ينبغي وإن أشار عليه إنسان بالرأي لم يمكنه أن يصغي إليه قال وإن الرئيس إذا لم يكن فاضلا فإنه يفسد غيره ويفسده غيره من قبل أن الناس يزينون له ما يحبه ويتقربون إليه بما يشتهيه فيزداد فسادا ويسكتون عن خطائه فيظن أنه صوابا قال ولهذه نقول بأن الجاهل إذا تولى رياسة فإن فهمه يمتلئ حمقا ورعونة لا كيسا وفطنة قال وملك أكثر الناس إنما يجري بالبخت وإنما وقعت الرياسات التي ليست بحق لعلة في الطباع وهو إدخال الألم على الخارج من نظم الطبيعة وشرحها ليرجع إليها قال أفلاطن وأقول بأن الرئيس إذا لم يكن راسخا في الحكمة فإنه يحتاج أن يحجم عن إمضاء الأمور أو يمضيها جزافا وعلى سبيل التبخت وفي كلي الوجهين فساد عظيم وتغرير وإن استعان بغيره لم يصبر على ما يراه ولم يطق طاعته فيما يشير له عليه وذلك من قبل أن أكثر الأمور التي يراها العاقل من قبل الوقوع لا يراها الجاهل من بعد الوقوع وكيف يصدق بها من قبل الوقوع وليس يمكن العالم أن يصير بالجاهل في العلم في مدة يسيرة إلى ما يعاينها ويتحقق بها وإن لم يكن راسخا في العفة فإنه يترك الحق عند مخادعة اللذة والشهوة وأيضا فإن كلمة الشره لا تؤثر في السامع بمقدار حالها لكن بمقدار حال العامل فيتولد الشره في السامع وإن كانت الكلمة كلمة عفة وحكمة وإن لم يكن شجاعا عدل عن الصواب من جهة المخافة وقال أرسطوطيلس فساد المدن إنما يكون من قبل الرؤساء وذلك بأن يصرفوا همهم إلى تعجل اللذات الذميمة وإلى جر المنافع إلى أنفسهم قال وإن الزفرات والعبرات تكثر في مدينة تكون هذه حال رئيسها قال وكذلك صلاح المدن إنما يكون بالرؤساء وقال أرسطوطيلس الرئيس في كل شيء هو المصرف له فواجب أن تكون حال المرؤوس وهو المصرف شبيهة بحال الرئيس الفاعل للتصريف فإن كان المصرف أعني الرئيس رذلا كان المصرف أعني المرؤوس رذلا وإن كان فاضلا كان فاضلا
بيان أن الرئيس إن كان فاضلا فإنه لا ينفع أو يكون قائما على السياسة ومتيقظا
قال أفلاطن وقد يقع الفساد وإن كان الرئيس فاضلا من جهة إهمال الرعاية قال وإهمال الرعاية يقع بأسباب أحدها الإغترار بالإستقامة والثاني الإعتماد على من ليس بموضع للأمانة والثالث الإستقثال لتعب الرعاية والرابع الميل عن الصلاح إلى الجمال وإلى الملاحة وذلك بأن يولد من المرأة التي لا عقل لها ولا خلق من قبل ميلها إليها لملاحة أو جمال فيتولد منهما ولد مختلط كما يتولد من بين الذهب النحاس
بيان أن الرئيس إن كان فاضلا في نفسه وقائما على السياسة فإنه لا ينفع أو يكون من يسوسهم أو أكثرهم متأدبين
قال أفلاطن وقد يتولد الفساد في السنن وفي المدن من قبل التباع والمساسين وإن كان الرئيس فاضلا في نفسه وقائما على سياسته وذلك بأن يكون المساس عديم الأدب قال وعدم الأدب هو ترك الطاعة للسنة وللرؤساء أما العامة فلما يأمرهم به رؤساؤهم وإما الخاصة فلما يكون في نفوسهم من الأقاويل الحسنة وإنهم يعرفونها بقلوبهم ويصفونها بألسنتهم و يضادونها بأفعالهم قال ولهذا نقول بأنه ليس ينبغي للحكيم أن يتقبل بأمر مدينته أو يكون أهلها أو أكثرهم متشابهون به في الأدب ومتناسبون قال أفلاطن والسبب الذي يؤدي الجميع إلى ذلك مهانة أنفسهم أن لا يصبروا على النافع والجميل بسبب المؤذي واللذيذ قال وقد يقع ذلك أيضا من قبل الجهل ومن قبل أن يعتقدوا بأن اللذة خير وأحد أسباب البلايا الأماني وذلك بأن يظنوا أنه لا يضرهم أو يتخلصوا منه إن ضرهم وأن الأماني لا يتخلص منها أحد لا شيخ ولا شاب ولا صبي ولا كهل ولا ذكر ولا أنثى وأصحاب الأماني ينمنون أن تكون الكائنات على ما يشتهون لا على ما ينبغي لها أن تكون
القول في كيفية الإسعاد
كيفية الإسعاد إنما هي كيفية السياسة التي بها تحصيل السعادة وأقول إنه لا فصل بين أن يقول قائل كيف يسوس السائس من يسوس وبين أن يقول ما كيفية السياسة فقد قال أرسطوطيلس في نيقوماخيا في باب الكبير الهمة إنه لا فصل البتة بين أن يفحص فاحص عن الهيئة وبين أن يفحص عن الذي له الهيئة وأقول الأمر كما قال فإن الهيئة حال لازمة والفحص عن الذي له الهئية إذا كان فحصا عن كيف هو فإنما هو فحص عن حال من له الهيئة والحال هي الهيئة وأقول إنا أردنا أن نتبين كيف ينبغي للسائس أن يسوس فإنا نقول السبيل فيه أن يتبين الغرض الذي يريده بسياسته ثم يطلب الطريق إليه والمبدأ وهو الذي يجب أن يكون الإبتداء منه فأما تبين الغرض وهو أن يطلب العلة التي من أجلها يريد أن يفعل سائر ما يفعل فإذا وجدها وضعها ثم رجع بالعكس منها على الولي من دون أن يتخطا شيئا إلى غيره إلى أن ينتهي إلى الطرف الآخر فإذا فعل ذلك على وجهه فقد وجد المبدأ وقد عرف الطريق أما المبدأ فإنه الطرف الذي انتهى إليه بالعكس من الغرض وإما الطريق فإنه مسلك ما بين المبدأ والغرض
ومثال ذلك في كيفية الإسعاد
إن العلة التي من أجلها يسوس السائس إنما هي تحصيل السعادة للمساس فمتى قيل بأن السعادة إنما هي حسن الحال في المحيا وضع ذلك ثم نظر إلى السبب الأدنى إلى حسن الحال فقيل وبأي شيء يحصل حسن الحال فإذا تبين أن ذلك إنما يحصل باستكمال الصورة التي لها خلق الإنسان وضع ذلك ثم نظر إلى السبب الذي به يستكمل الصورة فإذا تبين أن ذلك إنما هو بإخراج ما فيه بالقوة من النطق إلى الفعل نظر إلى السبب الذي به يخرج النطق إلى الفعل فإذا تبين أن السبب في النفس المفكرة معرفة التجارب وللنفس النظرية معرفة العلوم الحقية نظر إلى السبب الذي به يحصل استكمال النفس المفكرة فإذا علم أن ذلك إنما يكون بتحصيل الخيرات الإنسية وقد بينا أنها ما هي قبل طلب السبب الذي به تحصل الخيرات الإنسية فإذا عرف بأن السبب فيه الخيرات البدنية وهي الصحة والجمال والشدة وضع ذلك ثم طلب ما به تحصل الخيرات البدنية فإذا عرف أنها إنما تحصل بالخيرات الخارجة من النفس والبدن وضع ذلك ثم طلب ما به تحصل الخيرات الخارجة من النفس والبدن فإذا تبين أنها إنما تحصل بتصرف الأبدان و[؟] فقد وجد المبدأ وكان من الواجب على الرئيس أن يصرف عنايته إلى تصريف المساسين وتكليفهم اكتساب أنواع الحاجات التي ينتظم بها حسن الحال والسبيل في ذلك أن يقيم بأزاء كل نوع من أنواع الحاجات صنفا من الناس يصلحون له ويقومون به ويجعل غرضه في تصريفهم وينبغي أن يجعل أغراضهم في تصرفهم اكتساب حسن الحال حتى يكونوا مفتقرين على عدد الأغراض التي تكون للأنواع ومجتمعين على توجههم بالأغراض نحو الغرض الأقصى وهو اكتساب حسن الحال و أقول إنه قد يكون الشيء مبدءا لشيء وغرضا لشيء مثال ذلك التصرف
صفحه نامشخص