56

سعادة مفرطة

سعادة مفرطة

ژانرها

خلعت حذائي الطويل، وحشوت قفازي في جيبي معطفي، وعلقت المعطف. ظلت السيدة وينر معي. افترضت أن هذا واجبها لكي تريني أي اتجاه أسلكه بعد ذلك. كان في جيبي مشط، وأردت أن أضبط شعري، لكن ليس وهي تراقبني. ولم أر مرآة. - «والآن بقية الملابس.»

نظرت إلي مباشرة لكي ترى إذا كنت فهمت، وحين بدا أني لا أفهم (على الرغم من أني فهمت إلى حد ما؛ فهمت لكن أملت أن أكون مخطئة) قالت: «لا تقلقي، لن تبردي. البيت مدفأ تدفئة جيدة.»

لم أتحرك بعد لكي أنفذ ما طلبته، وتحدثت إلي عرضا، كما لو كانت لا تهتم حتى باحتقاري. - «أرجو ألا تتصرفي بطفولية.»

كان يمكن أن آخذ معطفي عند تلك المرحلة، كان يمكن أن أطلب إرجاعي إلى بيتي، ولو رفضت هذا، كان يمكن أن أرجع بنفسي. كنت أتذكر الطريق الذي سلكناه رغم أن الجو بارد لا يحتمل المشي، قد يستغرق مني الطريق أقل من ساعة .

لا أعتقد أنهم أغلقوا الباب الخارجي أو سوف يبذلون أي مجهود لإرجاعي.

قالت السيدة وينر - إذ رأتني لم أقم بأي حركة بعد: «أوه، لا. هل تعتقدين أنك مختلفة عن بقية النساء؟ تعتقدين أني لم أر كل ما لديك قبل الآن؟»

كان احتقارها هو ما جعلني أبقى، جزئيا، بالإضافة إلى كبريائي.

جلست. خلعت حذائي. فككت شرابي وخلعته. وقفت وحللت فستاني ثم نزعت الفستان الذي ألقيت به خطاب الوداع بكلماته اللاتينية

Ave atque vale (تحية ووداع).

وإذ كنت لا أزال مرتدية قميصي التحتاني، أرجعت ذراعي إلى الخلف، فككت أربطة صدريتي، ثم على نحو ما سحبتها كلها على طول ذراعي وحررتها ثم أدرتها إلى الأمام فتخلصت منها في حركة واحدة، ثم جاء دور حزام أربطة جوربي، ثم سروالي. حين خلعتهما، كورتهما وخبأتهما تحت صدريتي. وضعت قدمي مرة ثانية في حذائي.

صفحه نامشخص