190

Sabīl al-Rashād (Vol. 2)

سبيل الرشاد ط ٢

ویراست

الثانية

سال انتشار

١٤٤١ هـ - ٢٠٢٠ مـ

ژانرها

٣ - كتاب الصلاة
بسم الله الرَّحمَن الرحيم
لقد أمر الله سبحانه بالحفاظ على الصلاة، فقال سبحانه: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ والصَّلَاةِ الْوُسْطَى وقُومُوا لِلَّهِ قَانِتينَ﴾ البقرة: (٢٣٨).
وقال سبحانه: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ النساء: (١٠٣).
ولأهميتها وفضيلتها ومكانتها عند الله سبحانه أَمر بها أنبياءه، فكانت في دعاء إبراهيم ﷺ، إذ قال:
﴿رَبِّ اجْعَلْني مُقِيمَ الصَّلَاةِ ومِنْ ذُرِّيتي رَبَّنَا وتَقَبَّلْ دُعَاءِ﴾ إبراهيم: (٤٠).
وكانت الصلاة سببًا في مجاورة ذرية إبراهيم ﷺ للبيت الحرام، فقال في دعائه:
﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيتي بِوادٍ غَيْرِ ذي زَرْعٍ عند بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا ليقيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوي إِلَيْهِمْ وارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾ إبراهيم: (٣٧).
وكذلك كانت الصلاة من أوائل الأعمال الصالحة التي أثنى الله تعالى بها على نبي الله إسماعيل ﷺ، فقال:
﴿واذْكُرْ في الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا﴾ مريم: (٥٤ و٥٥).
وجاء الأمر بإقامتها في نداء الله الأول لنبيه موسى ﷺ، قال سبحانه:
﴿إِنَّني أَنَا اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْني وأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْري * إِنَّ السَّاعَةَ آتيةٌ أَكَادُ أُخْفيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى * فَلَا يَصُدَّنَّكَ عنهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا واتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدَى﴾ طه: (١٤: ١٦).
وجاءت وصية الله بالصلاة في أول كلمات المسيح عيسى ﷺ في هذه الدنيا؛
﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا﴾ مريم: (٣١ و٣٢).
بل كانت الصلاة دائمًا هي العمل الأول الذي يحرص على أدائه كلُّ مَن مكنه الله في الأرض، فقال سبحانه:
﴿الذينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ في الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وآتَوا الزَّكَاةَ وأَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ ونَهَوا عن المُنْكَرِ ولِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾ الحج: (٤١).
فالصلاة هي تاج أعمال المؤمنين، ولا يكون العبد مؤمنًا حقا إلا بإقامتها.
* * *

1 / 190