وابتدأ فقرئ عليه من كتاب المقتضب باب ما يجري وما لا يجري، إلى أن ذكر وسحَر وأنه لا ينصرف إذا كان لسحر بعينه، لأنه معدول عن الأول. فقلتُ: ما علامة العدل فيه؟ فقال: إنّا قلنا: السحر، ثم قلنا سحر، فعلمنا أن الثاني معدول عن الأول. قلتُ: لو كان كذلك لوجب أن تطَّرد العلَّة في عتمة، لأنك تقول: العتمة، ثم تقول: عتمة. فضجر واحتدَّ، وصاح واربدَّ، وادَّعيتُ أنه ناقص، والتمس التحاكُم، فكتبتُ رسالةً أخذتُ فيها خطوط أهل النظر، وقد أنفذتُ درجَ كتابي نسختها، وفيها خط أبي عبد الله بن رذامر عين مشايخهم. ورأيت الشيخ بعد ذلك غزيرًا فاضلًا، متوسعًا عالمًا، فعلَّقت عليه، وأخذتُ منه، وحصلت تفسيره لكتاب سيبويه، وقرأتُ صدرًا منه. وهناك أبو بكر بن مقسم، وما في أصحاب
1 / 99