رعى الله مصرا إن مصرا لجنة
يزول بها عن صاحب الهم همه
ففي جنة الفردوس رضوان وحده
وفي مصر رضوان كذاك وأمه
ودارك الفلك، لما أتت الساعة، فإذا الأمير في مالطه، وجاءت نوبة المدبر السياسية فلعب دوره على المسرح العالمي؛ أرسله مولاه - الأمير بشير المالطي - إلى إسطمبول رائدا فكتب إليه كلمته المشهورة: «الصندوق في إسطمبول والمفتاح في لندره ...» ثم رغبه في الإقامة بها، فجاءها الأمير، وقضى فيها أعواما سكت في خلالها طبل المديح ومزماره، تحول عنه شاعره إلى مدح وزراء الدولة العلية وصدورها العظام، ولم نسمع صوته إلا حين أرخ ضريح مولاه المتوفى سنة 1850:
قد كان صاحب هذا اللحد ذا شرف
مدى الزمان رفيع غير منخفض
لاقى المنية في التسعين متشحا
برد الفضائل في عمد وفي عرض
أولت ولايته لبنان طيب ثنا
صفحه نامشخص