الأستاذ «إده» يحلم اليوم حلما جميلا، وقد يكون مزعجا، فهو يشخص إلى رئاسة الجمهورية وقد ينالها؛ قد ينالها بعلمه، ودهائه، وغليانه، وكل ما في صدره من حياة وإخلاص، وما في دماغه من نبوغ. وقد لا ينالها؛ قد لا ينالها بتسرعه، وعناده، وتشبثه، واستقلاله برأيه. وللظروف في الحالين حكمها وقضاؤها .
حسين الأحدب
وجه مزارع من نواصي الجبليين القدماء يبذل في إحياء ملكه جهد الحريص.
عينان رحيبتان، يتقاسمهما العدل والصلابة، تنظران بهدوء وخبرة مشاهد أعمال خطيرة تسلم زمامها.
حاجبان أسودان ينسلخ بينهما أنف ذو شمم كأنه أكمة جرداء تنحدر تحت طريقين معبدين، وتنتهي عند ناشئة غابة من الشعر ممتدة الأطراف، جللتها ثلوج الأيام ببياض يراوح بين المهابة والجمال.
إذا تفقدت في وجهه الغضون والأسارير خلت نفسك أمام رجل قد من صلب الطبيعة في لبنان؛ ففي جبينه عنصر يمت إلى الصخور بقرابة، وفي مقلتيه مياه عذبة وقاسية، كأنما هي صبابة من مياه نبع العسل، وفي هيكله عضلات متينة يعمى عليك أمرها، فلا تعلم أمن سلالة الإنسان هي أم من سلالة الأدواح.
نجم من بيت علم، فهو ابن «الأحدب الكبير» صاحب المؤلفات القيمة.
ترب لسانه فقصر، ولكنه يستعدي على ضعف لسانه ذكاءه الحاد وبعد نظره في المسائل العلمية المنتجة.
تجرد من عرض الصغار والخوف، ولم يمدر جدارته بحمأة التزلف، شأن الكثيرين من رجال السياسة في هذا البلد، إلا أنه ما يزال يطوي نفسه على قسط من الكبرياء ينتسب إلى خلق تركي.
لم يكدر الماء يوما بينه وبين الفرنسيين، فهو رجل وظيفة يعرف أن يدعمها بحكمة وتعقل.
صفحه نامشخص