اما الخضرة فَإِنِّي خلقت للحد لَا للهزل وَأما المَاء فحسبي مِنْهُ مَا بل الشّفة وروى الصَّدْر وَأما مجاورة الْعَوام فَمَا أُبَالِي أَن يطلع على سري خاصتي وعامتي لِأَنِّي لَا أَنِّي فِيهِ واخصنه فَلَمَّا انْصَرف الرَّسُول تعقب الرَّأْي وتبينه فَعلم أَن الصَّوَاب فِيمَا قَالَه الرَّسُول فعمر العباسية وَكَانَ يطلّ عَلَيْهَا وأجرى من كرخايا وَغَيره مَا أجراه وَنقل السُّوق إِلَى الكرخ
وَأما الرَّسُول الآخر فَإِنَّهُ طيف بِهِ أَيْضا فَرَأى على الجسر خلقا من ذَوي الزمانة والعاهة يتصدقون ويسألون فَقَالَ الرَّسُول للربيع وَكَانَ مَعَه مَا فِي ملك صَاحبك عيب غير أَمر هَؤُلَاءِ الزمنى وَقد كَانَ يجب أَن يُرَاعى أَمرهم حَتَّى لَا يجْتَمع عَلَيْهِم مَعَ الزمانة الْفقر والمسئلة فَقَالَ الرّبيع لم يذهب ذَلِك عَنهُ وَلَكِن بيُوت الْأَمْوَال لَا تتسع لذَلِك وَبلغ الْمَنْصُور مَا جرى بَينهمَا فاغتاظ على الرّبيع فَلَمَّا حَضَره الرَّسُول قَالَ بَلغنِي
1 / 76