روم
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
ژانرها
هذا، وقد قام على حدود الصحراء في منطقة أسيوط عدد كبير من النساك الأنطونيانيين، جماعات وأفرادا، وفي وادي النطرون في صحراء ليبية انعزل آخرون جماعات وأفرادا أيضا، ينسجون الكتان فيلبسونه ويبتعدون عن كل ما يمت إلى الملذات بصلة، ويتعبدون منفردين في أيام الأسبوع مجتمعين في أيام السبوت والآحاد. واختلفت الطريقة الأنطونيانية عن غيرها في أنها تركت للناسك الفرد الحرية التامة في انتقاء طريقته في التنسك.
باخوميوس القديس (290-345)
وتقبل النصرانية في هذا الوقت نفسه في طيبة مصر ناسك من نساك سيرابيس، فقاده حبه للتنسك والنساك أن يؤسس ما بين السنة 315 والسنة 320 أولى الرهبانيات المسيحية، وذلك في تبينية بالقرب من دندرة، واختلف أتباعه عن أتباع أنطونيوس في أنهم عاشوا مجتمعين تحت سقف واحد وحول مائدة وكنيسة واحدة، وكان عليهم أن يقرءوا الكتاب ويصلوا ويعملوا عملا مفيدا، وازداد عددهم وكثرت مؤسساتهم، وانتشروا في صعيد مصر، وحذت مريم أخت باخوميوس حذو أخيها فأنشأت رهبانية للراهبات لم تختلف في نظمها عن رهبانية الرجال.
4
باسيليوس الكبير (329-379)
وشاع أمر الترهب في فلسطين وسورية ولبنان، ثم في آسية الصغرى، وأشهر من قال به في هذه الأقطار وأشدهم تأثيرا وأكثرهم أتباعا؛ باسيليوس الكبير أسقف قيصرية قبدوقية، وكان قد بدأ الترهب في بلاده فشغف به وزار سورية ولبنان وفلسطين ومصر في السنة 357، وتفقد شئون الرهبان والنساك فيها فأعجبه نظام باخوميوس، فلما عاد إلى آسية الصغرى وكانت السنة 360 عزم على الترهب فاختار البونط وأنشأ فيه ديرا بالقرب من قيصرية الجديدة، فوضع نظام الرهبانية الباسيلية وأصر فيها على الطاعة زيادة على الفقر والعفة، واشتهر أتباعه بأعمالهم الزراعية وباهتمامهم بتربية اليتامى وتعليم الصبيان.
وكان باسيليوس الكبير قد تلقى الفلسفة والكتابة والخطابة على يد ليبانيوس الفيلسوف الأنطاكي وفي الإسكندرية وآثينة، وجمع إلى ذلك ذكاء الفؤاد وقوة الحجة وفصاحة الكلام، وكان قد رافق غريغوريوس الثاولوغوس في سني الدارسة وأحبه، فنشأت بينهما صداقة قوية، تعاونا فيها على خدمة الكنيسة، ووافق عصره أن كانت الأرثوذكسية مضطهدة فانتصر لها قولا وكتابة وألف رسائل عدة لا يزال معظمها معروفا، ولا نزال حتى يومنا هذا نردد كلماته وأفكاره في خدمة القداس في آحاد الصوم الكبير ويومي الخميس والسبت العظيمين وفي بارامون الميلاد وبارامون الظهور الإلهي، وفي يوم عيده الخامس من كانون الثاني.
وقد كان لهذا كله أثر كبير في نفوس المؤمنين فكثر الإقبال على الترهب، وشاعت طريقة باسيليوس في جميع الأقطار الشرقية، وفي اليونان والبلقان وروسية.
5
مار مارون (؟-410)
صفحه نامشخص