روم
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
ژانرها
ثم ما لبث أن وجد ميتا بخيمته في آسية الصغرى، بعد أن قضى ليلة بين الكئوس والأباريق، وذلك في أوائل السنة 364.
واجتمع رؤساء الجند في نيقية وتداولوا في أمر الخلافة، وكانوا لا يزالون هم الذين رفعوا يوفيانوس إلى منصة الحكم، فطلبوا إلى سلوتيوس سكندوس أن يكون ابنه خلفا ليوفيانوس، فأبى؛ نظرا لصغر سنه، فأجمعوا على ولنتنيانوس
5
أحد قادة الحرس، وكان هذا أيضا من بانونية بين الشرق والغرب، وما إن أطل على الجند ليخطب فيهم حتى قاطعه عدد منهم بدق التروس طالبين إمبراطورا آخر يشاركه في الحكم، فاستمهلهم وشاور الرؤساء، فقال أحد هؤلاء: «إن كنت تحب أسرتك فإن لك أخا، وإن كنت تحب الدولة فانتق الأليق.» وفي الثامن والعشرين من آذار من السنة 364 قدم أخاه والنس
6
أوغوسطسا وشريكا له في الحكم، وتشاطر الاثنان الملك فحكم والنس الشرق (364-378)، وتولى ولنتنيانوس الغرب (364-375)، واتفق الاثنان على أمور معينة أهمها حرية المعتقد، ومنع إعفاء أحد من الضرائب، وإقامة جباة من الموظفين لجمعها، واقتسام الملك اقتساما تاما كاملا، بحيث تصبح الإمبراطورية دولتين: شرقية وغربية.
وعبر الهون الفولكة في السنة 372 بعد الميلاد - أو قبيلها - متدفقين كالسيل الجارف في سهول روسية الجنوبية، فاحتلوا مراعي قبائل الآلاني ثم أراضي القوط الشرقيين حتى نهر الدنيستر، ولم يبق حائلا بينهم وبين مصب الدانوب سوى القوط الغربيين، وكان قسم كبير منهم قد قبل النصرانية على يد أولفيلاس القبدوقي (310-381) الذي نقل الإنجيل إلى لغتهم، فهب أثناريكوس
7
ملك هؤلاء القوط الغربيين يستعد للدفاع، فأنشأ خطا يصمد وراءه من منبع البروت حتى مصب الدانوب، وعبر الهون الدنيستر وجازوه عند مصبه، ففر جماعة من القوط الغربيين وخذلوا قومهم واتجهوا غربا وجاءوا يفاوضون والنس في الانتقال إلى داخل الحدود الرومانية والإقامة في تراقية، وكان على رأس هؤلاء فريتيغرن وألافيف،
8
صفحه نامشخص