166

روم

الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب

ژانرها

11

فإذا بطلائع جيشه تصل إلى القسطنطينية، وكان بطل هذه الحملة أبا أيوب الأنصاري، وقد توفي في أثنائها ودفن خارج أسوار عاصمة الروم، أما قائد الحملة فكان فضلة بن عبيد الأنصاري يؤيده يزيد بن معاوية.

ومن طريف الأخبار التي اقترنت بهذه الحملة ما نقل عن بنت ملك الروم وبنت جبلة بن الأيهم الغساني، فقد روي أن بنت ملك الروم كانت إذا رجحت كفة قومها تقيم الزينة على قصرها في العاصمة، وكانت بنت جبلة تقيم الزينة على قصرها إذا رجحت كفة العرب، وهذا ما رغب يزيد بن أبي سفيان في فتح المدينة للحصول على بنت جبلة.

وفي ربيع السنة 673 وصلت عمارة عربية إسلامية كبيرة إلى مياه القسطنطينية، تحاصر عاصمة الروم من البحر وتحاول إنزال الجنود إليها، فصدتها مراكب الروم، وفي الخريف عادت هذه العمارة إلى شبه جزيرة كيزيكوس؛ لتمضي فصل الشتاء ولتتلقى المؤن والذخائر من الساحل السوري اللبناني، وفي الربيع التالي استأنف المسلمون الحصار فارتدوا ثانية، فعادوا يصرفون الشتاء في كيزيكوس، وظلوا كذلك حتى المرة الرابعة، واستعمل الروم في هذا الحصار الذي دام أربع سنوات (673-677) سلاحا جديدا أعده مهندس لبناني كان قد فر من بلده بعلبك عند دخول العرب المسلمين إليها، وهو كالينيكوس الشهير.

واختراع كالينيكوس هذا الذي نشر الذعر في صفوف العرب المسلمين كان عبارة عن حراريق نارية مركبة من النفط والقطران والكبريت وغيرها من المواد السريعة الاشتعال إذا صبت على جيش أحرقته وإن سقطت في الماء لم تنطفئ، وقد دعاها الروم آنئذ النار البحرية، ثم سميت فيما بعد النار الإغريقية.

12

واستخدم الروم جنودهم وأصدقاءهم في جبال طوروس والأمانوس ولبنان للقيام بغارات جريئة في بلاد الشام نفسها تعرقل أعمال التموين وتهدد العاصمة العربية نفسها،

13

وجاءت السنة 677 فإذا بالعرب يعودون إلى الحصار، فانطلقت لصدهم مراكب النار البحرية فأحرقت عددا كبيرا من مراكب العرب، فاضطر ما بقي من العمارة العربية للعودة إلى قواعده في الشام، وهبت عاصفة هوجاء حطمت قسما آخر، وطارد البيزنطيون البقية الباقية فغنموا معظمها،

14

صفحه نامشخص