145

روم

الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب

ژانرها

حتى أصرخ إليك قائلا:

السلام عليك يا عروسة لا عروس لها.

12

وكان هرقل يرى أن الخطر الفارسي أشد كثيرا من خطر هؤلاء البرابرة، فأهمل الدفاع عن الغرب وخسر كل ما كان قد أحرزه يوستنيانوس في إسبانية، وطمع الإكسرخوس إلفثاريوس بعرش إيطالية في السنة 619 ودخل رومة وأعلن نفسه إمبراطورا عليها، وكانت قبائل الصقالبة طوال الحرب الفارسية تتسرب إلى البلقان فاحتلت جميع مناطق البلقان الشمالية الغربية، وثبتت أقدامها في بانونية وميسية ودلماتية، وبين الصقالبة الذين دخلوا البلقان في هذه الآونة واحتلوا إيليرية الصرب والكروات،

13

وقد أبقت هذه الموجات الطامية رواسب كبيرة من الصقالبة في مقدونية وبلاد اليونان نفسها، وإذا صدقنا إسيدور أسقف سيبلة فتكون موجة الصقالبة هذه قد غمرت بلاد اليونان بأسرها ،

14

وبقيت أحوال البلقان الشمالي والغربي مضطربة، وظل الصقالبة الضيوف في هرج ومرج طوال عهد هرقل، ولم تتمكن حكومة الروم من فرض سلطتها وهيبتها عليهم حتى أواخر القرن السابع.

القول بالمشيئة الواحدة

وكان من الطبيعي جدا أن يؤدي دخول الفرس إلى سورية ولبنان وفلسطين ومصر، وبقاؤهم فيها خمس عشرة سنة، إلى اضطهاد أبناء الكنيسة الأم لعلاقتهم بالقسطنطينية وتمسكهم بعقائدها، كما كان طبيعيا أن يؤدي ذلك إلى تنشيط اليعاقبة وكل من قال بالطبيعة الواحدة، والواقع أنه لما عاد الروم إلى هذه الأقطار وجدوا أن جميع بطاركتها هم من أتباع الطبيعة الواحدة، فعادوا إلى معالجة هذا الانشقاق في الكنيسة لتوحيد الكلمة وجمع الصفوف؛ خصوصا لأن الأخطار كانت لا تزال تحيط بالإمبراطورية وتهدد كيانها.

صفحه نامشخص