253

قواعد الترجيح المتعلقة بالنص عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير

قواعد الترجيح المتعلقة بالنص عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير

ناشر

دار التدمرية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

محل انتشار

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرها

ولما كان الذي مع الإنسان في الفراش الحور العين، قال الله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً﴾ أي: أنشأناهن إنشاءً عجيبًا غريبًا بديعًا " (١).
٤ - مثال تطهير الثياب:
قال تعالى: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ (٢).
اختلف المفسرون في المراد بقوله: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ فقال ابن سيرين وابن زيد بن أسلم والشافعي وجماعة: هو أمر بتطهير الثياب حقيقة، وذهب الشافعي وغيره من هذه الآية إلى وجوب غسل النجاسات من الثياب، وقال الجمهور: هذه الألفاظ استعارة في تنقية الأفعال والنفس والعرض، وهذا كما تقول فلان طاهر الثوب، ويقال للفاجر دنس الثوب. وقال ابن عباس ﵄ والضحاك وغيره، المعنى لا تلبسها على غدرة ولا فجور، وقال ابن عباس ﵄: المعنى لا تلبسها من مكسب خبيث، وقال النخعي: المعنى طهرها من الذنوب، وهذا كله معنى قريب بعضه من بعض (٣).
ورجّح ابن عاشور كلا المعنيين الحقيقي والمجازي فقال: " وللتطهير إطلاق حقيقي وهو التنظيف، وإزالة النجاسات، وإطلاق مجازي، وهو التزكية، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ

(١) تفسير القرآن الكريم / ابن عثيمين، ص ٣٣٨.
(٢) سورة المدثر، الآية (٤).
(٣) انظر المحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٥، ص ٣٩٢.

1 / 258