226

قواعد الترجيح المتعلقة بالنص عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير

قواعد الترجيح المتعلقة بالنص عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير

ناشر

دار التدمرية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

محل انتشار

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرها

في بعض الآثار أن البعد الذي تراهم منه مسيرة خمسمائة سنة " (١)
وذهب الطبري والرازي والقرطبي وابن كثير والألوسي إلى القول بظاهر الآية أي أنها تغتاظ وتزفر حقيقة (٢).
حجة من قال: إن النار لا تبصر ولا تغتاظ:
حجتهم في ذلك ذكرها الرازي في تفسيره فقال: " وهؤلاء المعتزلة ليس لهم حجة في هذا الباب إلا استقراء العادات، .. وقد احتاجوا إلى تأويل هذه الآية وذكروا فيها وجوهًا:
أحدها: قالوا معنى رأتهم ظهرت لهم، من قولهم: " دورهم تتراءى وتتناظر"، وقال ﵇: «إن المؤمن والكافر لا تتراءى ناراهما» أي لا تتقابلان لما يجب على المؤمن من مجانبة الكافر والمشرك، ويقال دور فلان متناظرة، أي متقابلة.
وثانيها: أن النار لشدة اضطرامها وغليانها،صارت ترى الكفار وتطلبهم وتتغيظ عليهم. وثالثها: قال الجبائي: إن الله تعالى ذكر النار وأراد الخزنة الموكلة بتعذيب أهل النار، لأن الرؤية تصح منهم ولا تصح من النار فهو كقوله: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ (٣) أراد أهلها (٤).

(١) المحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٤، ص ٢٠٢.
(٢) انظر جامع البيان / الطبري، ج ١٨، ص ٢٢١، والتفسير الكبير / الرازي، ج ٨، ص ٤٣٧، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ١٣، ص ١١، وتفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ١٠، ص ٢٨٩، وروح المعاني / الألوسي، ج ٩، ص ٤٣١.
(٣) سورة يوسف، الآية (٨٢).
(٤) التفسير الكبير / الرازي، ج ٨، ص ٤٣٦.

1 / 231