205

قواعد الترجيح المتعلقة بالنص عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير

قواعد الترجيح المتعلقة بالنص عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير

ناشر

دار التدمرية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

محل انتشار

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرها

وترجيح ابن عاشور هنا لايعني مخالفته للقاعدة التي نصّ عليها، وذلك أن القاعدة ضابطها: أن الأصل إطلاق اللفظ على ظاهره مالم يرد دليل يصرفه عن ظاهره وقد تظاهرت الأدلة على أن المراد بالإيمان في هذه الآية هو الصلاة.
وكذلك رجّح الطبري أيضًا أن المراد بـ " إِيمَانَكُمْ " في هذه الآية صلاتكم وكذلك ابن عطية والرازي، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير، والشوكاني، والألوسي، والقاسمي، والشنقيطي (١).
حجة من قال: إن المراد بـ " إِيمَانَكُمْ " صلاتكم:
استدلوا على ذلك بما جاء في السنة في سبب نزول هذه الآية.
روى الطبري بسنده عن السدي قال: " لما وُجِّه رسول الله ﷺ قبَل المسجد الحرام، قال المسلمون: ليتَ شِعْرنا عن إخواننا الذين مَاتوا وهم يصلون قبل بيت المقدس! هل تقبَّل الله منا ومنهم أو لا؟ فأنزل الله جل ثناؤه فيهم: "وما كان الله ليضيع إيمانكم" قال، صلاتكم قبَلَ بيت المقدس: يقول: إنّ تلك طاعة وهذه طاعة " (٢).
قال ابن عطية: " وسمى الصلاة إيمانًا لما كانت صادرة عن الإيمان والتصديق

(١) انظر جامع البيان / الطبري، ج ٢، ص ٢٦٣، والمحرر الوجيز / ابن عطية، ج ١، ص ٢٢١، والتفسير الكبير / الرازي، ج ٢، ص ٩٣، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ٢، ص ١٦٢، والبحر المحيط / أبوحيان، ج ١، ص ٦٠٠، وتفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ٢، ص ١١٥، وفتح القدير / الشوكاني، ج ١، ص ١٥٢، وروح المعاني / الألوسي، ج ١، ص ٤٠٦، ومحاسن التأويل / القاسمي، ج ١، ص ٤٦٨، وأضواء البيان / الشنقيطي، ج ١، ص ٤٠.
(٢) جامع البيان / الطبري، ج ٢، ص ٢٣.

1 / 210