152

قواعد الترجيح المتعلقة بالنص عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير

قواعد الترجيح المتعلقة بالنص عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير

ناشر

دار التدمرية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

محل انتشار

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرها

الأمثلة التطبيقية على القاعدة:
١ - مثال حال الواقفين على النار:
قال تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢٧) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ (١).
اختلف المفسرون في المراد بقوله (بدا)؛ أي ما الذي بدا لهم من قوله: ﴿بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ﴾ على عدة أقوال ذكرها الطبري، وابن عاشور، وغيرهما من المفسرين. وهي التالي:
أحدها: بدا لهم أعمالهم التي كانوا يخفونها في الدنيا، وهو قول الحسن.
والثاني: بدالهم ما يكتمونه من الشرك.
والثالث: بدا لهم جزاء ما كانوا يخفونه، قاله المبرد.
والرابع: بدا للأتباع ما كان يُخفيه الرؤساء، قاله الزجاج.
والخامس: بدا لهم ما كان يخطر لهم من الإيمان لما يرون من صدق دلائله (٢).
ورجح ابن عاشور أن المراد بقوله: ﴿بَلْ بَدَا لَهُمْ﴾ أي: بدا لهم ما يخفونه مما خطر لهم من الإيمان، وهذا الترجيح انفرد به ابن عاشور فيما يظهر

(١) سورة الأنعام (٢٧ - ٢٨).
(٢) انظر هذه الأقوال في جامع البيان / الطبري، ج ٧، ص ٢٠٦، والنكت والعيون / الماوردي، ج ٢، ص ١٠٥، وزاد المسير / ابن الجوزي، ج ٢ ص ٢٠ - ٢١، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ٦، ص ٣٨٤، والتحرير والتنوير، ج ٤، ص ١٨٦.

1 / 156